38serv

+ -

أعلنت روسيا، اليوم الثلاثاء، أن أوكرانيا أطلقت خلال الليل صواريخ أميركية بعيدة المدى على أراضيها في هجوم يعد الأول من نوعه منذ بدء الحرب قبل ألف يوم، وهددت موسكو مجددا باستخدام أسلحة نووية ردا على ذلك.

وأكد مسؤول أوكراني لوكالة "فرانس برس" أن أوكرانيا استهدفت روسيا بصواريخ "أتاكمز" الأميركية.

وأعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن الضربات الأوكرانية على روسيا بصواريخ بعيدة المدى تشكل "مرحلة جديدة" في النزاع، متوعدا برد "مناسب". واتهم لافروف أوكرانيا والغرب بالسعي إلى التصعيد، لافتا إلى أن أوكرانيا لم تكن لتطلق صواريخ بعيدة المدى على روسيا بدون مساعدة الأميركيين. وحث وزير الخارجية الروسي الغرب على الاطلاع على العقيدة الروسية الجديدة لاستخدام السلاح النووي "كاملة".

وأتت مواقف روسيا بعدما أجازت الإدارة الأميركية المنتهية ولايتها برئاسة جو بايدن لأوكرانيا إطلاق صواريخ بعيدة المدى سلمتها إياها من نوع "أتاكمس" نحو عمق الأراضي الروسية، ما يشكل خطا أحمر بالنسبة لموسكو.

وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان نقلته وكالات الإعلام الرسمية "عند الساعة 03:25، ضرب العدو موقعا في منطقة بريانسك بستة صواريخ بالستية. وبحسب بيانات مؤكدة فانه تم استخدام صواريخ أتاكمس التكتيكية الأميركية الصنع".

وأضافت الوزارة الروسية في بيانها أن دفاعاتها الجوية أسقطت خمسة صواريخ، بينما سقطت شظايا من صاروخ سادس على "منشأة عسكرية" لم تحدد، ما تسبب بحريق محدود. وقالت "لم تقع إصابات أو أضرار".

وكانت أوكرانيا تطالب واشنطن منذ أشهر بالسماح لها باستخدام صواريخ "أتاكمس" الأطول مدى لضرب العمق الروسي.

وفي هذا السياق، وقع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الثلاثاء، مرسوما يضفي طابعا رسميا على عقيدته النووية الجديدة التي توسع نطاق اللجوء إلى أسلحة نووية، ليشمل استخدامها الرد على هجوم جوي "كثيف" تشنه دولة لا تملك أسلحة نووية لكن تدعمها قوة نووية، في إشارة واضحة إلى أوكرانيا والولايات المتحدة.

وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف الثلاثاء إنه "كان من الضروري تكييف أسسنا مع الوضع الحالي"، في مواجهة ما يعتبره بوتين "تهديدات" صادرة من الغرب ضد أمن روسيا.

في سبتمبر، حذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من أن هذه الموافقة الغربية ستعني "ضلوع دول حلف شمال الأطلسي مباشرة في الحرب في أوكرانيا".

وأكد بيسكوف أن روسيا ستنتصر في أوكرانيا وأن "العملية العسكرية ستستمر حتى تحقيق الأهداف المحددة".

وبعد مرور ثلاث سنوات تقريبا على بدء الحرب التي خلفت مئات آلاف القتلى، تمر أوكرانيا بلحظات حاسمة إذ يراكم جيشها الخسائر في ساحة المعركة بينما لم تعد تضمن تواصل الدعم الأميركي لها مع عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض في جانفي.

وتحرز روسيا تقدما متواصلا على الجبهة منذ حوالي عام في مواجهة القوات الأوكرانية الأقل عديدا وعتادا.

وأكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الثلاثاء مع مرور ألف يوم على النزاع أن العام 2025 سيحسم من سينتصر في هذه الحرب موسكو أو كييف.

وقال زيلينسكي في كلمة أمام البرلمان الأوكراني "في المراحل الحاسمة التي سنشهدها العام المقبل يجب ألا نسمح لأي شخص في العالم بالتشكيك في صمود دولتنا برمتها. وتلك المرحلة ستحدد هوية المنتصر".

كما لفت زيلينسكي إلى أن أوكرانيا قد تحتاج إلى مرحلة ما بعد بوتين لاستعادة وحدة أراضيها مقرا للمرة الأولى بأن بلاده قد تضطر "ربما" إلى القبول لفترة بخسارة أراضيها.