جزائريون "فرائس" سهلة لعصابات مواقع التواصل الاجتماعي

38serv

+ -

 

الاستدراج من خلال عرض سلع للبيع بأسعار مغرية عبر فايسبوك، التشهير برجال الأعمال والفتيات وإغراء طالبات الزواج عبر مواقع التواصل الاجتماعي، الابتزاز والتهديد عبر فايسبوك وغيرها من الأساليب والطرق التي تفننت فيها عصابات مواقع التواصل الاجتماعي في السنوات الأخيرة لاستدراج ضحاياها وسلبهم ممتلكاتهم والاعتداء عليهم. وقد كشفت تفاصيل عديد هذه القضايا، بعد توقيف المتورطين، أن مواقع التواصل الاجتماعي شكلت نافذة لهذه العصابات للتلاعب بالضحايا والوصول إلى ممتلكاتهم، في وقت يواصل فيه الأمن الوطني تحذيراته للمواطنين لتوخي الحذر في التعامل مع العالم الافتراضي.

أطاحت مصالح الأمن والدرك الوطني، في الأشهر والسنوات القليلة الماضية، بعصابات تستعمل مواقع التواصل الاجتماعي لاستدراج ضحاياها وسلبهم ممتلكاتهم تحت طائلة التهديد بالسلاح الأبيض والابتزاز والنصب والاحتيال.

وشهدت السنوات الأخيرة وضع حد لنشاط جماعات أشرار بعدة ولايات وتقديمهم إلى العدالة، كانت إحداها مجموعة أشرار من ثلاثة أشخاص بتيبازة تستدرج ضحاياها عبر "فايسبوك" لسلبهم ممتلكاتهم باستعمال "فايسبوك" والتهديد بالسلاح مع استعمال كلب.

 

احتيال تحت غطاء التسويق الإلكتروني

أطاحت فرقة مكافحة الجرائم الاقتصادية والمالية التابعة لأمن ولاية الشلف، نهاية جانفي الماضي، بجماعة إجرامية تتكون من ثلاثة أشخاص، من بينهم امرأة، في قضية النصب والاحتيال عبر الإنترنت، راح ضحيتها أكثر من 90 شخصا من مختلف مناطق الوطن، مع استرجاع أزيد من 413 مليون سنتيم من العملة الوطنية.

وحسب ما كشفت عنه المديرية العامة للأمن الوطني، فإن هذه الشبكة الإجرامية، التي ينحدر عناصرها من ولايات البليدة، بومرداس والجزائر العاصمة، كانت تنشط تحت غطاء شركة إلكترونية، تقوم بإغراء ضحاياها بمناصب عمل وهمية وعرض سلع وخدمات بأسعار جد مغرية، مقابل مبالغ مالية وحُلّي من المعدن الأصفر (الذهب) يدفعها الضحايا.

وتم تقديم المشتبه فيهم أمام محكمة العطاف، عن قضية تكوين جمعية أشرار لغرض النصب والاحتيال باللجوء إلى الجمهور.

 

وفي فوكة، بولاية تيبازة، أطاحت عناصر الأمن الحضري الأول منذ أشهر، بشبكة إجرامية تستدرج ضحاياها عبر مواقع التواصل الاجتماعي وتسلب ممتلكاتهم، عن طريق التهديد بالسلاح الأبيض.

وجاءت عملية الإطاحة بالعصابة، على إثر شكوى تقدم بها مواطن تتعلق بتعرضه للسرقة بالتهديد بواسطة سلاح أبيض وسلاح موجه (كلب) من طرف مجموعة أشرار، والفرار بواسطة مركبة.

على إثر ذلك، قام عناصر الأمن الحضري الأول بفوكة بمباشرة الأبحاث التي مكنت من تحديد هوية المشتبه فيهم المقدر عددهم بـ 3 أشخاص ومكان نشاطهم مع توقيفهم. كما توصلت التحريات إلى قيام هذه الشبكة بعرض منتوجات وسلع للبيع على مواقع التواصل الاجتماعي لتتمكن فيما بعد من استدراج ضحاياها وسلبهم ممتلكاتهم الشخصية وأموالهم.

وقد تم تقديم أفراد الشبكة الإجرامية أمام وكيل الجمهورية لدى محكمة القليعة عن قضية تكوين جماعة أشرار، السرقة بالتعدد باستحضار مركبة، التهديد بواسطة سلاح أبيض وسلاح موجه، النصب والاحتيال عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مع حجز مركبة.

 

عصابة تعرض سلعا بأثمان مغرية لاستدراج ضحاياها

وبالجزائر العاصمة، وضعت فرقة الدرك الوطني بسيدي موسى بالعاصمة، أواخر أكتوبر الماضي، حدا لعصابة تعتدي على المواطنين بواسطة أسلحة بيضاء وسرقتهم من خلال ترويج لسلع بخسة الثمن عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وأفاد بيان الدرك الوطني، أن ذات الفرقة تمكنت من وضع حد لنشاط عصابة تقوم بالاعتداء على المواطنين من خلال استدراجهم عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي (الفايسبوك)، وهذا من خلال إيهامهم بوجود سلع للبيع بأسعار بخسة الثمن، حيث تستدرجهم للمكان المتفق عليه ثم تقوم بالاعتداء عليهم بواسطة أسلحة بيضاء وسرقة أموالهم وهواتفهم النقالة.

وأضاف البيان أن العملية جاءت بعد التحليل والتقييم للمجموعة الإقليمية للدرك الوطني بالجزائر، بوجود 8 قضايا مماثلة أين تم إعداد خطة محكمة التنفيذ مكّنت من توقيفهم في حالة تلبس في مناطق مختلفة في الإقليم وعن طريق فايسبوك، متلبسين بالاعتداء على شخصين متواجدين على متن سيارة خاصة بهما.

فقام أفراد العصابة بالركوب معهمم وتوجيههم إلى مكان الاعتداء ليجدوا أنفسهم مُحاصرين بأفراد الدرك الوطني بحي الدهيمات في سيدي موسى. وتم توقيف أفراد العصابة والبالغ عددهم 4 أشخاص مُدججين بأسلحة بيضاء وتحويلهم للفرقة لاتخاذ الإجراءات القانونية ضدهم وتحرير الضحايا.

 

 

عصابة تستدرج ضحاياها بإعلانات بيع السيارات

وكان النائب العام لدى الغرفة الجزائية الثامنة، بمجلس قضاء الجزائر، قبل أشهر، قد التمس عقوبة 4 سنوات حبسا نافذا في حق أفراد عصابة إجرامية وجهت لهم تهم السرقة بالتهديد بواسطة سلاح أبيض، على خلفية الاشتباه بضلوعهم في جريمة سرقة طالت عدة ضحايا بعد استدراجهم بإعلانات وهمية لبيع السيارات المستعملة بموقع "واد كنيس".

وتم توقيف المتهمين على إثر شكوى تقدم بها أحد الضحايا في جوان 2023، أمام مصالح الأمن بمقاطعة الكاليتوس، مفادها تعرضه للضرب ومحاولة الطعن بواسطة سكين، من طرف شخصين نصبوا له كمينا بعد استدراجه عبر إعلان لبيع المركبات بمواقع التواصل الاجتماعي والمواقع التجارية.

حدث ذلك بعدما حددا له موعدا لمقابلته على أساس شرائه لسيارة عرضت للبيع من قبل المتهمين بموقع "واد كنيس" التجاري، ليتم تجريده من ممتلكاته فور وصوله والاعتداء عليه وتهديده بسكاكين من الحجم الكبير، وسرقة مبلغ 60 مليون سنتيم كان بحوزته.

واستنادا للمعلومات المتحصل عليها من قبل الضحية، باشرت مصالح الشرطة تحقيقاتها الأمنية، والتي أسفرت عن توقيف شخصين وإيداعهما بالمؤسسة العقابية، فيما بقي آخر في حالة فرار.

 

 

ابتزاز وتشهير برجال الأعمال عبر مواقع التواصل الاجتماعي

في نوفمبر من السنة الماضية، أطاحت فرقة مكافحة الجرائم الكبرى لأمن ولاية تيزي وزو بشبكة إجرامية متكونة من 7 أشخاص من بينهم 3 نساء، اختصت في الابتزاز والتهديد بالتشهير عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وأفاد بيان للمديرية العامة للأمن الوطني حينها "أن العملية، التي تمت تحت إشراف النيابة المختصة إقليميا، مكنت المحققين من تحديد هوية وتوقيف عناصر الشبكة، التي كانت تستغل 3 نساء، بين21 و31 سنة، لاستدراج الضحايا من رجال الأعمال، وتصويرهم في وضعيات مخلة بالحياء، قصد ابتزازهم للحصول على مبالغ مالية ما بين 400 مليون و1 مليار سنتيم، مقابل عدم نشرها عبر مواقع التواصل الاجتماعي".

 

وتم تقديم المشتبه فيهم أمام وكيل الجمهورية لدى محكمة ذراع الميزان بتيزي وزو، بتاريخ 09/11/2023، عن قضية تكوين جمعية أشرار لغرض الإعداد لجناية الابتزاز، التهديد بالتشهير عبر مواقع التواصل الاجتماعي للصور والفيديوهات المخلة بالحياء والاستدراج لغرض الحصول على مبالغ مالية.

 

 

مواعيد عبر مواقع التواصل للاستدراج وسلب الممتلكات

في العاشر من أفريل 2022، وضعت كتيبة الدرك الوطني بعزازقة حدا لنشاط عصابة متكونة من 7 أشخاص، تستهدف ضحاياها في مواقع التواصل الاجتماعي، حيث توهم العصابة ضحاياها ببيعهم أو الشراء منهم لوازم مختلفة كالعتاد الفلاحي، محركات السيارات ولوازم أخرى، قبل أن تضرب لهم مواعيد في أماكن معزولة وتعتدي عليهم بأسلحة بيضاء وتسلبهم أموالهم وممتلكاتهم.

وجاء توقيف أفراد العصابة بعد شكاوى تقدم بها الضحايا لعناصر الدرك الوطني، مفادها تعرضهم لاعتداءات مختلفة، بعد استدراجهم عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي.

وكانت هذه العصابة وراء عدة قضايا في مناطق بولاية تيزي وزو (ايعكوران، تيزي راشد وثيميزار لغبار) خلال شهري فيفري ومارس 2022، كما سجلت سرقة سيارة من نوع "هيونداي أكسنت" في أكتوبر من سنة 2021 باستعمال سلاح ناري من الصنف الخامس.

وضبطت عناصر كتيبة الدرك بعزازقة خطة محكمة، مكنتها من التفاوض مع أفراد العصابة من خلال تحديد موعد مع أفرادها من أجل شراء أحد اللوازم، وتنقل رجال الدرك إلى عين المكان بزي مدني، أين ألقوا القبض على 6 من أفراد العصابة بمنطقة ثالة تلموست بتيزي راشد، بعدما أبدوا مقاومة لعناصر الدرك، وحجز الدرك أسلحة بيضاء منها سيف بحجم كبير وخنجرين، 13 مليون سنتيم جزائري من عائدات الاعتداءات، 2 هواتف نقالة، أغلال بلاستيكية وسيارة من نوع 206 كانت تستعمل في التنقل.