38serv
في خطوة جريئة جديدة، وجه الأمير هشام العلوي، ابن عم الملك محمد السادس، انتقادات مباشرة إلى النظام الملكي في المغرب، الذي يعمد إلى قمع الاحتجاجات الشعبية المناهضة للتطبيع مع الكيان والمطالبة بتحسين الظروف المعيشة المزرية، منتقدا في ذات السياق قيام المخزن بتطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني بواسطة حزب "العدالة والتنمية" الذي وصفه بأنه أداة في يد الملك، ما أفقد "الإسلاميين" مصداقيتهم السياسية والشعبية.
وفي مقابلة مع قناة "فرانس 24"، أشار هشام العلوي إلى أن الملكية في المغرب "باتت تعيق تطلعات الشعب نحو الديمقراطية"، معتبرا أن الانتقال إلى نموذج "الملكية الدستورية"، كما هو معمول به في بريطانيا أو إسبانيا، "يمكن أن يكون الحل لبناء نظام سياسي يحترم إرادة المواطنين".
وأوضح العلوي أن النظام الحالي، الذي يتمركز فيه الملك كمحور للسلطة التنفيذية، يخلق نظاما ديكتاتوريا قمعيا، حيث تبقى القرارات المصيرية بيد القصر بغض النظر عن تغير الحكومات. وقال: "ما أطرحه ليس مجرد رأي سياسي، بل هو قناعة بأن المغرب بحاجة إلى تغيير حقيقي يعيد السلطة إلى الشعب".
ووجه هشام العلوي انتقادات مباشرة إلى محمد السادس الذي يحتكر السلطة التنفيذية بشكل يجعل النظام السياسي المغربي ديكتاتوريا قمعيا، مع غياب أي إرادة حقيقية لديه لإحداث إصلاح سياسي عميق، مشيرا إلى أن استمرار الملكية في شكلها الحالي يعيق بناء دولة حديثة تقوم على مؤسسات مستقلة.
التطبيع لشراء سكوت الغرب على قمع المغاربة
وأشار المتحدث إلى أن المخزن عزز بعد ما يسمى "الربيع العربي" القبضة الأمنية والقمع بدلا من الاستجابة لمطالب الإصلاح والتغيير السياسي وتحسين الظروف المعيشية المزرية وكذا مناهضة التطبيع مع الكيان الصهيوني، مؤكدا أن المخزن لا يجد سوى القمع والتخويف كرد فعل متوقع من هذا النظام المتسلط الذي يخشى على سلطته المطلقة.
بالمقابل انتقد العلوي سياسة الملك في التطبيع مع الكيان، معتبرا أن القرار تم فرضه كجزء من اتفاقيات أبراهام بدعم أمريكي دون مراعاة للموقف الشعبي أو للقضية الفلسطينية، ووصف ذلك بأنه "تجاهل للإرادة الشعبية وتنازل سياسي غير مبرر".
وأشار العلوي إلى أن نظام المخزن استغل هذا القرار لتعزيز علاقاته مع القوى الدولية على حساب الموقف الشعبي الرافض للتعاون مع حكومة صهيونية تقمع الفلسطينيين وتخوض ضدهم حرب إبادة جماعية.
وكأن بالمتحدث يريد أن يقول إن المخزن يستخدم ورقة التطبيع وتقاربه مع الكيان الصهيوني كوسيلة لشراء سكوت المنظمات الحقوقية تجاه ما يتعرض له الشعب المغربي من قمع وتخويف.
المخزن استعمل الإسلاميين للتطبيع مع الكيان
كما وجه هشام العلوي انتقادات لاذعة لأداء الإسلاميين في المغرب، خصوصا حزب العدالة والتنمية الذي قاد الحكومة بين 2011 و2021، مشيرا إلى أن الحزب لم يكن قادرا على ممارسة دوره كقوة سياسية مستقلة، بل كان خاضعا بشكل كامل لما وصفه بـ"الهيمنة القسرية للمؤسسة الوصية" أي القصر الملكي. ورأى العلوي أن حزب العدالة والتنمية لم يتحد هيمنة الملكية المطلقة، بل قبل بدور ثانوي يدعم سياسات القصر دون اعتراض. واعتبر أن الحزب "كان راضيا تماما بالبقاء داخل هذا الإطار السياسي".
وفي السياق، وجه العلوي انتقاداته إلى الحزب بسبب تأييده التطبيع مع الكيان الصهيوني في إطار اتفاقيات أبراهام عام 2020، واصفا هذا الموقف بأنه دليل على خضوع الإسلاميين للإملاءات السياسية التي يقررها القصر، حتى لو كانت تتعارض مع المزاج الشعبي.
وأشار العلوي إلى أن الإسلاميين في المغرب لم يقدموا أي رؤية إصلاحية حقيقية للنظام السياسي، بل ساهموا في ترسيخ الوضع القائم، واصفا ذلك بأنه "انتهازية سياسية" أفقدتهم مصداقيتهم السياسية والشعبية.
أين الملك؟
كما انتقد المتحدث السفريات المتكررة لمحمد السادس إلى الخارج وتغيبه عن بعض الأحداث المهمة وفي خضم الأزمات الداخلية، ما يعكس تراجعا في المسؤولية تجاه القضايا الوطنية.
وأشار العلوي إلى أن محمد السادس فشل في تقديم نموذج قيادي ديمقراطي أو إصلاحي وأن استمراره في تعزيز سلطته المطلقة يعمق الأزمات السياسية والاجتماعية في المغرب، كما أشار إلى أن هذا يحدث وسط غياب المؤسسات المستقلة والقوية، ما يسهل للنظام الاعتماد بشكل أكبر على القمع لضبط المشهد السياسي، حيث لا توجد قنوات ديمقراطية حقيقية يمكن من خلالها التعبير عن المطالب أو إدارة النزاعات.