38serv
تطرق الصادق بوسنة، وزير الطاقة والرئيس المدير العام الأسبق لـ"سوناطراك"، أول أمس، بوهران لقضية "إنجاز مركب "جومبو جيانال" للغاز المميع في بداية الثمانينيات بأرزيو، بقرض من بنوك أجنبية بقيمة 2,5 مليار دولار، ونسب فائدة مرتفعة تصل إلى 7 بالمائة، من أجل إنتاج الغاز وبيعه للسوق الأمريكية.
لكن في آخر لحظة، حدث ما لم يكن في الحسبان". وأضاف الوزير: "بعد الانتهاء من المشروع واستلامه تفاجأنا برد فعل الولايات المتحدة الأمريكية بأنها ليست بحاجة للغاز، ولن تشتري منا الغاز، أمام دهشة وحيرة المسؤولين الجزائريين في تلك الفترة، ووجدنا أنفسنا أمام كمية كبيرة من الغاز المميع المنتج لا نعرف لمن نبيعه، وما زاد الطين بلة هو شراؤنا لسفن خاصة بنقل الغاز المميع لا نستطيع التكفل بصيانتها، واضطررنا إرسالها لدولة النرويج من أجل ركنها لفترة طويلة مقابل أموال طائلة".
واستدل الوزير بهذا المثال لتأكيد التضحيات التي واجهتها الجزائر، في فترة لم يكن هناك سوق للغاز وفرض نفسها كفاعل تاريخي في مجال الغاز الطبيعي، وأول مركب للغاز المميع في تاريخ البشرية المسمى "لاكاميل" بأرزيو مع كل الخبرة البشرية التي تراكمت مع مرور السنين.
كما عاد لفترة اشتغاله في إحدى المديريات بوزارة الطاقة قائلا: "عثرت على وثيقة أرشيفية كتبها مهندسون فرنسيون سنة 1958، بطلب من الحاكم العام للجزائر، حول كيفية نقل غاز حاسي الرمل نحو فرنسا، واقترحوا نقله بالشاحنات أو باستعمال الأنابيب، لكن عمق البحر الأبيض المتوسط لحوالي ألف متر بين الجزائر وفرنسا، حال دون ذلك، ففضلوا المرور عبر تونس والمغرب، لأن العمق يقارب 600 متر، وما أثار اهتمامي هو المحتوى الاستشرافي للوثيقة وأهمية الأرشيف، لأن كل المقترحات تجسدت فيما بعد، وتحولت إلى حقيقة، بدليل امتلاك الجزائر لأنابيب نقل الغاز نحو أوروبا".
ولقد جاءت المعلومات التي قدمها الوزير الصادق بوسنة خلال مشاركته في ندوة دولية حول الأمن الطاقوي بالمدرسة العليا للاقتصاد بوهران، من تنظيم البروفيسور سنوسي بن عبو، من 7 إلى غاية 9 ديسمبر الجاري، ومشاركة مجموعة كبيرة من الخبراء من مختلف الدول الأجنبية.