”الحرب بين الجزائر وفرنسا ما تزال قائمة”

38serv

+ -

 قالت المجاهدة زهرة ظريف إن تاريخ الثورة الجزائرية تهدده حاليا فكرة ”المراجعاتية” التي انتشرت في فرنسا خلال السنوات الأخيرة، وكذا فكرة السعي لتحويل ”الضحية إلى جلاد”، ومحاولات إضفاء الطابع الإنساني على الاستعمار”. وأوضحت ظريف أن هذا الواقع المخيف هو الذي دفعها لكتابة ونشر مذكراتها، حتى لا ينسى الجيل الجديد من الجزائريين معاناة آبائهم وأجدادهم، وحتى تظهر الطابع الحقيقي للاستعمار.تحدثت المجاهدة زهرة ظريف، أمس، خلال ندوة تاريخية نظمها الديوان الوطني للثقافة والإعلام بقاعة ”الأطلس” بباب الوادي، بمناسبة يوم الشهيد، عن الظروف التي حملتها لكتابة مذكراتها الصادرة عن منشورات ”الشهاب. وقالت إن فكرة الكتابة انطلقت لما شاركت، منذ سنتين، في منتدى مارسيليا حول ”حرب الجزائر”، حيث طلب منها بعض الفرنسيين ”الاعتراف بأن الجزائريين لجأوا إلى وسائل إجرامية للحصول على استقلالهم”، في إشارة منهم إلى إقدامها على وضع قنابل متفجرة في مقهى ”ميلك بار” بالجزائر العاصمة، موضحة أنها رفضت الاستجابة لمثل هذا المطلب رفضا قاطعا، واعتبرته تجنيا على ذكرى الشهداء والثورة.وكشفت ظريف أنها شعرت، منذ لقاء مارسيليا، بأن ”الحرب بين الجزائر وفرنسا ما تزال قائمة”، موضحة أن ”النسيان يهدد تاريخ الثورة”. وعرجت ظريف على بعض القضايا التي ما تزال تثير كثيرا من الجدل، فدافعت عن فكرة ”أولوية السياسي على العسكري” خلال حرب التحرير، موضحة أن فكرة ”إلحاق الهزيمة العسكرية بفرنسا كانت مستحيلة، والنصر الوحيد الممكن هو النصر السياسي”. كما فندت الفكرة التي راجت في الجزائر، والتي ”تقول إن الجنرال ديغول هو من منح الاستقلال للجزائريين”، معتبرة هذا الطرح بمثابة أكذوبة كبرى، بدليل أن ديغول شدد الخناق على الثورة، وقاد حربا جهنمية. كما توقفت ظريف عند ممارسات الجنرال ماسو خلال ”معركة الجزائر”، وقالت إنه كان يبحث عن نصر عسكري يعوض به هزيمته في معركة ”ديان بيان فو”، فلجأ لأبشع الوسائل وأعنفها لتحقيق هذا النصر.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات