إنّ الأسباب على قسمين: دينية ودنيوية، فالأسباب الدّينية مثل العلوم النّافعة والأعمال الصّالحة الّتي لابدّ منها، فلابدّ لكلّ مسلم من إقامة تلك الأسباب والعمل بها، مع الاعتماد على اللّه دونها، وأمّا الأسباب الدّنيوية فكالحرف والصنّاعات وسائر ما يتسبّب به النّاس لتحصيل معايشهم، وهذه الأسباب لا يجوز للإنسان ترك ما يحتاج إليه منها، ولا يستغني عنه، إلاّ إن كان عاجزًا لا يستطيع السّعي والحركة، أو كان ممّن أقيم في ذلك من عباد اللّه أهل المعرفة واليقين.وعلى كلّ حال فليس يجوز للإنسان أن يترك السبب لمعاشه الّذي لابدّ له منه، إلاّ إن كان عاجزًا أو ممّن أقيم في التّجريد من أهله.ويَحرُم على الإنسان أن يقعد عن الاكتساب الّذي يقدر عليه، ويحتاج إليه، ويترك نفسه وعياله ضياعًا يسألون النّاس، ويتشوّفون إلى ما بين أيديهم، وقد قال عليه الصّلاة والسّلام: ”كَفى بالمرء إثمًا أن يُضيعَ مَن يَعُول”، أخرجه أحمد والحاكم من حديث عبد اللّه بن عمرو بن العاص رضي اللّه عنهما، وقال هذا حديث صحيح الإسناد ووافقه الذهبي.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات