تساؤلات حول جدوى تنظيم الانتخابات الرئاسية

+ -

 راح أقطاب المعارضة يمنون أنفسهم بعودة عبد العزيز بوتفليقة إلى بيته بعد انتهاء عهدته الثالثة في ظل الشكوك حول تعافيه من مرضه، والآن وقد أعلن نيته في الترشح فإن التساؤلات تطرح عن جدوى إجراء هذه الانتخابات، وإنفاق آلاف الملايير من أجل تنظيم هذا الاستحقاق إضافة إلى تضييع الوقت.أغلب التصريحات الصادرة عن الأحزاب السياسية والقيادات الحزبية بمن فيهم الذين اشتغلوا في الطاقم الحكومي يجمعون على أن بوتفليقة فائز لا محالة في حالة ترشحه، وأنه من الصعب منافسته على مقعد الرئاسة، خصوصا أن أغلب مفاتيح النجاح في يديه، والقصد هنا ليس البرنامج السياسي والاقتصادي لأنه لا يمكن له أن يحقق في ظرف 5 سنوات ما لم يحققه في 15 سنة، بل إن المفاتيح هي تحالف بيروقراطي وأمني يشرف على تنظيم الانتخابات وإعلان النتائج، وخدم له متمركزون في الحكومة كوزارات الداخلية، العدل،الاتصال، المجلس الدستوري، ولجنة الإشراف القضائي وشبكات أخرى من الزبائن السياسيين والأحزاب، وما يعرف بمنظمات المجتمع المدني وأولئك المستفيدون من ريع فترة حكم الرئيس.وبناءً على هذا الوضع، فإن الانتخابات تعد إجراء شكليا ليس إلا، والهدف منها منح الرئيس المرشح الشرعية السياسية، ولهذا فالسلطة في حاجة لهذه الانتخابات للاستهلاك الداخلي وللاستهلاك الخارجي على وجه الخصوص. وحسب الباحث في العلوم السياسية رشيد تلمساني فإن السؤال المطروح: هل ستكون هناك دورة ثانية في هذا الانتخابات؟ ثم يجيب ”لا أعتقد أن تكون هناك دورة ثانية. فاز الرئيس بوتفليقة في انتخابات 1999 في الدور الأول، وتكرر المشهد في 2004، و2009 حينما حسم الانتخابات بفارق شاسع عن منافسيه”.وأضاف تلمساني في تصريح لـ”الخبر” أن ”الانتخابات في الجزائر تتلخص في مظهرين: التزوير وضعف نسبة التصويت، فالانتخابات السابقة لم تتجاوز النسبة فيها سقف 20%، ما يعزز فرص مرشح السلطة في الفوز”.وتابع الباحث السياسي ”اللعبة تمت يوم تعديل الدستور في 2008، لا أحد يستطيع أن يقف في طريقه”، لافتا إلى حيازة الرئيس على شعبية معينة وعلى الأخص في العالم الريفي، إلى جانب ضعف منافسيه في السباق وإشراف الحكومة على الانتخابات. وقال ”إن الخوف على الجزائر ليس الآن بل بعد الانتخابات، نحن مرشحون لندخل مرحلة لااستقرار، فهناك حراك اجتماعي قوي واحتجاجات وأطراف تدفع الشارع للفوضى. وفي العالم فإن صورة الجزائر ستهتز أكثر وسنفقد احترام الآخرين لنا”، مضيفا ”لقد عدت حديثا من الخارج. الجميع يضحك علينا، فالرجل مريض وصحته لا تسمح له بالاستمرار. سنصبح مهزلة”.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: