يواصل مسؤولو الأندية الجزائرية المحلية تكرار أخطائهم كل موسم، خاصة فيما تعلق بإقالات المدربين الذين صاروا بمثابة الشماعة التي يعلقون عليها فشلهم في تسيير نواديهم، الأمر الذي رهن مصير وتقدم المستوى العام للكرة في بلادنا.إن ظاهرة إقالة المدربين صارت “موضة” مستحسنة من قبل المشرفين على النوادي الجزائرية، خاصة منهم الرؤساء الذين في كل مرة يسارعون إلى إقالة طواقمهم، بحجة غياب النتائج أو عدم تحقيق الأهداف المسطرة، ولأن المثل الشعبي الشهير يقول “عندما يعرف السبب يبطل العجب”، فجميع المختصين في الحقل الرياضي وخاصة منهم الكروي يجمعون على أن الكرة الجزائرية مريضة وأن القائمين عليها يرفضون علاجها، رغم أن العلاج سهل وفي متناول الجميع، فمسؤولو الفرق وتحت ضغط الشارع الذي يسيرهم جميعا يلجأون في كل مرة إلى وضع حد لنشاط أي مدرب مباشرة بعد اثنتين أو ثلاث هزائم متتالية، لإرضاء أنصارهم المحتجين ودون منح فرصة وتوقيت كامل لهؤلاء التقنيين لإثبات الذات، وهي الوضعية الصعبة التي جعلت من حال كرتنا تراوح مكانها. إن وضعية وحال المدربين في الجزائر هذا الموسم لا يختلف عن المواسم الماضية، فبطولة هذا الموسم ورغم انقضاء الشطر الأول منها فقط، إلا أنها استهلكت ما يقارب 30 مدربا، وهو رقم عال جدا لا يمكن مقارنته حتى بأضعف الدول، فمسيرو الكرة لا يريدون التعلم من الذين سبقونا في هذا المجال، وذلك بجلب تقنيين ومنحهم التوقيت الكافي والإمكانيات البشرية والمادية الضرورية، وتوفير لهم الحماية من الأنصار المتعصبين، ويقوم هؤلاء الذين يدعون التسيير بممارسة مختلف الضغوط على المدربين بحجة تحقيق النتائج السريعة وإلا يهددونهم بالإقالة، وهو ما حدث في بطولتنا هذا الموسم التي راح ضحيتها الكثير من الفنيين والتقنيين.وباستثناء ستة فرق في البطولة المحلية التي حافظت على استقرار مدربيها، على غرار وفاق سطيف الحائز على رابطة أبطال إفريقيا تحت قيادة خير الدين ماضوي، واتحاد العاصمة الذي ورغم فترة الفراغ التي عرفها أبناء سوسطارة فضلوا الاحتفاظ بالمدرب الفرنسي فيلود، والحراش التي كانت دوما مضرب المثل في الاستقرار بترك المحلي عبد القادر يعيش مكانه، ونفس الحال ينطبق على الصاعد الجديد مولودية بجاية التي فضلت العمل مع عبد القادر عمراني، وما ظفرها باللقب الشتوي لأحسن دليل، فضلا عن فريقي الغرب جمعية وهران التي تواصل التألق بفضل المدرب المحلي وانتهاجها لعامل الاستقرار تحت قيادة جمال بن شاذلي، واتحاد بلعباس مع المدرب الأجنبي جون غي ولام، فإن فريق أمل الأربعاء حطم الرقم القياسي في استغلال المدربين بالتعامل مع أربعة حتى الآن، حيث كانت البداية بالمدرب مخازني الذي سقط بمؤامرة من اللاعبين، وعوضه نڤازي الذي تم رفضه بدوره من الأنصار، لتلجأ الإدارة إلى الفرانكو ـ بوسني يانكوفيتش الذي رمى بدوره المنشفة تحت الضغط، لتحال المهمة للعاصمي محمد ميهوبي. كما تألقت شبيبة الساورة التي بدأت الموسم بالفرنسي آلان ميشال، قبل تعويضه بالمدرب القسنطيني الهادي خزار الذي لم يصمد كثيرا، ليتم تعويضه بالمدرب الفرنسي غوافيك، ونفس الحال ينطبق على شبيبة القبائل التي تعاملت هي الأخرى مع ثلاثة مدربين، ويتعلق الأمر بالفرنسي بروس الذي رمى المنشفة بعد حادثة مقتل إيبوسي، ليعوضه المحلي كاروف قبل أن تلجأ إدارة حناشي إلى الفرنسي سيكوليني الذي استقال بسبب تصرفات لاعبيه، ليبقى التفكير قائما في العائد من تجربة فاشلة في السعودية..باقي الفرق كلها تعاملت لحد الساعة بمدربين في انتظار الشطر الثاني من البطولة، الذي سوف لن يحيد عن هذه القاعدة، حيث تعامل نصر حسين داي مع أيت جودي قبل أن يستبدله بالفرنسي بروس، أما مولودية العلمة التي كان رئيسها هرادة ينادي دوما بالاستقرار حادت هي الأخرى عن القاعدة، وتعاملت في البداية مع الفرنسي غوافيك، قبل أن يتم تعويضه بأيت جودي. من جهتها، مولودية وهران قامت بنفس العملية بالتعامل مع شريف الوزاني، ليتم استبداله بالفرنسي كافالي. أما شباب بلوزداد فقام بانتداب زيفينكا، وأمام ضعف النتائج تم تعويضه بالفرنسي آلان ميشال، في الوقت الذي تعاملت إدارة أولمبي الشلف بنفس الطريقة مع المدرب مزيان إيغيل، ليتم استبداله بالمدرب بن شوية، ليسلك شباب قسنطينة نفس الطريقة بتعويض الفرانكو ـ إيطالي غارزيتو الذي رحل بفعل ضغط الشارع وتعويضه بالمغترب رشيد بلحوت العائد إلى البطولة الوطنية بعد تجربة في تونس.، ونفس الشيء بالنسبة لعميد الأندية الجزائرية، مولودية الجزائر، التي بدأت المشوار بشارف، قبل أن يرحل ويعوضه أرثور جورج، بعد فترة فراغ سيرها بوعلام لعروم.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات