العالم متفاجئ وتساؤلات حول قدرة بوتفليقة على الحكم

+ -

 اكتفت أغلب الصحف العالمية في الساعات التي أعقبت إعلان ترشح الرئيس بوتفليقة لعهدة رابعة، بنقل الخبر كما ورد في وكالات الأنباء، فغاب في الصحف الفرنسية التي تعودت الاهتمام بالشأن الجزائري، ردود فعل محتملة من سياسيين فرنسيين رسميين أو مسؤولي أحزاب وتساءلت صحف أمريكية عن مدى قدرة بوتفليقة التعامل مع وضع إقليمي خطير.تعاملت الصحف الفرنسية مع خبر إعلان ترشح الرئيس بوتفليقة بتجرد من التحليلات، ويمكن متابعة نفس التقرير منقولا عن وكالة الأنباء الفرنسية في كل من صحيفة ”لوموند” وكذلك ”لوباريزيان” وأيضا ”ليبراسيون” و«لوفيغارو” وهي نفس الملاحظة في الإعلام الأمريكي الذي اكتفى أيضا بإعادة نشر تقارير لوكالة ”أسوسيايتد برس” تنقل خبر ترشح بوتفليقة وانعكاسات ذلك على الجزائر.بيد أن ”إذاعة فرنسا الدولية” تميزت بتقرير خاص بها يتحدث عن مشروع استمرار بوتفليقة جاء فيه أن ”مؤشرات العهدة الرابعة باتت ممكنة شيئا فشيئا بعد تدخل بوتفليقة في الصراع الذي أثير في الإعلام بين مقربيه داخل المؤسسة العسكرية”، وتابعت إذاعة ”أر أف إي” كيف صنع محيط الرئيس مشروع العهدة الرابعة منذ عودته إلى الجزائر في منتصف شهر جويلية الماضي، حيث ترأس بوتفليقة مجلسين للوزراء بمقابل حملة ”شرسة”، وقالت إن ”مقربيه قاموا بحملة يصورون فيها بوتفليقة كضامن وحيد لاستقرار البلاد”.وفي الإعلام الأمريكي يمكن ملاحظة ما كتبته الصحيفة الشهيرة ”واشنطن بوست” أن الشيء الذي ينسب كحصيلة لبوتفليقة أنه ”ساعد على تقليص حدة العنف من قبل المتطرفين الإسلاميين بما في ذلك تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي التي انتقلت جنوبا إلى مالي”، ونقلت الصحيفة تحليلا عن وكالة ”أسوسياتيد برس” جاء فيه أنه ”مع الإعلان عن هذا الترشيح، سيتم إغلاق الانتخابات”، ورأى هذا التقرير الأمريكي أن بوتفليقة تجاوز مسألة ”إذا كان سيرشح نفسه مرة أخرى على الرغم من مشاكله الصحية الواضحة”، متسائلا إن كان بوتفليقة ما زال يحقق التوافق فعلا قياسا لاندلاع ”الخلافات بين الحزب الحاكم (الأفالان) ومسؤولين عسكريين ما أعطى تصورا أن النظام السياسي في الجزائر على وشك الانهيار”.وتابع التقرير يقول ”السلطة في الجزائر في يد مجموعة صغيرة من الجنرالات الأقوياء الذين يحكمون البلاد بتوافق الآراء”، وتساءل أنه ”منذ عودته من فترة النقاهة في باريس في أعقاب إصابته بجلطة لم يظهر بوتفليقة إلا نادرا في التلفزيون ودائما على كرسي متحرك وعلى الرغم من العجز الظاهر والشكوك حول قدرته على الحملة، من المرجح أن يفوز بوتفليقة في الانتخابات بما أن لديه وحدة ضخمة من المؤيدين الذين يضغطون عليه لإعلان ترشيحه، ولاسيما حزبه القوي جبهة التحرير الوطني”، ويتوقع التقرير أيضا ألا تتمكن الجزائر من مجاراة المشكلات الأمنية حولها بترشح بوتفليقة ”هناك شكوك حول مدى تحكم بوتفليقة في الوضع خاصة في ضوء التحديات الأمنية في منطقة الساحل”.وخلت تقارير الصحف العربية من تحاليل معمقة في قرار ترشح بوتفليقة برغم تعابير ”المفاجأة” الواردة في مقالاتها عن الموضوع، وورد مثلا في صحيفة العرب الصادرة في لندن: ”كان في استطاعة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، الذي ترشّح لولاية رئاسية رابعة، نقل الجزائر من مكان إلى آخر”، وتابع ”من عالم الدولة المتخلفة التي يطمح قسم كبير من شبابها إلى الهجرة، إلى عالم الدول الراقية، كان في استطاعته الاستثمار في المستقبل بدل تكريس الجمود ولا شيء آخر غير الجمود والاستثمار فيه. كانت لديه فرصة لتخليص الجزائر من نظام متحجّر حال منذ الاستقلال دون أي تطوير للبلد الواعد الذي يمتلك ثروات طبيعية وشعبا حيّا، كان يمكن أن يستخدم طاقاته في جعل الجزائر دولة رائدة، أقلّه بين الدول الإفريقية”.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: