تحوّل الرئيس إلى مترشح لم يغيّر في قناعة ”المنافسين”

+ -

 وإن كان الإعلان الرسمي عن ترشح بوتفليقة لعهدة رابعة قد فاجأ البعض، غير أنه لم يكن له ذلك الوقع الذي يدفع بالمرشحين إلى الانسحاب من السباق مبكرا، على اعتبار أن ترشح بوتفليقة يعني أنه يمثل فارس النظام، وبالتالي فإن بقية المنافسين ليسوا في نهاية المطاف سوى ”أرانب”.باستثناء إعلان رئيس حزب جيل جديد سفيان جيلالي عن سحب ترشحه، مباشرة بعد إعلان عبد المالك سلال عن ترشح الرئيس بوتفليقة لعهدة رابعة، وهو شرط كان قد وضعه سفيان جيلالي منذ الوهلة الأولى التي كشف فيها عن رغبته في الترشح للرئاسيات، فإن بقية المترشحين الآخرين لم يتأثروا بتواجد الرئيس المــــترشح معهم في الســــــباق، عــــلى غـــــــرار رئيس الجبـــهة الوطنية الجزائرية موسى تواتي الذي تمـــــسك بترشحه وعدم إجراء أي تغيير في ”أجندته”، حيث يعتزم، اليوم، إيداع ملف ترشحه لدى المجلس الدستوري، حسب بيان لحزبه.ونفس التصميم يوجد على مستوى مديرية الحملة الانتخابية لعلي بن فليس، رغم أن هذا الأخير كان يتوقع عدم ترشح بوتفليقة لموعد 17 أفريل، وبالنسبة لمساندي بن فليس فإنه لم يدخل السباق الرئاسي للانسحاب منه، وهو ما يعني أن تواجد الرئيس المترشح لم يؤثر في حسابات رئيس الحكومة الأسبق الذي يعوّل على قدرته في إدارة حملة انتخابية ”ناجحة” لقلب موازين المعادلة الانتخابية التي لم يحدث فيها في تاريخ الجزائر أن خسر فيها الرئيس المرشح ابتداء من الرئيس زروال إلى اليوم.حتى وإن روجت الكثير من الأخبار عن ترشح مولود حمروش لموعد 17 أفريل المقبل، خصوصا بعد خرجته الإعلامية بعد 15 سنة من الصمت، فإن إعلان سلال شخصيا عن ترشح بوتفليقة، قد يدفع ابن ”السيستام” إلى الإبقاء على نفس وضعه السابق، ويكون ذلك وراء غياب أي رد فعل بارز من رجل الإصلاحات في حكومة الشاذلي. ولا شيء حدث من جانب رئيس الحكومة الأسبق أحمد بن بيتور الذي كان أول المعلنين عن ترشحه للرئاسيات سواء ترشح لها بوتفليقة أو ترشح غيره.ولم يكن لإعلان ترشح الرئيس وقع على موقف جبهة التغيير لعبد المجيد مناصرة، الذي ابتعد عن خيار المقاطعة الذي كان قريبا من حزبه، وفضل استمرار مشاورات حزبه للوصول إلى دعم مرشح توافقي، ما يعني مشاركته في الانتخابات بشكل أو بآخر.ويكون الوضع الصحي للرئيس وعدم قدرته على الحركة وكذا الجدل الذي أثير حول ما تردد عن عدم وجود توافق داخل المؤسسة العســـــكرية بشأن العهدة الرابعة، قـــــد ترك بصيصا من الأمل وسط المنافسين، عن احتمال وجود مفاجأة ولو ضئيلة من أن الأمور في الميدان ليست مثلما هي مرسومة على الورق.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات