يبدي جناح عبد الرحمن بلعياط في جبهة التحرير الوطني إصرارا كبيرا على تنحية الخصم عمار سعداني من الأمانة العامة للحزب قبل انطلاق حملة الرئاسيات في 21 مارس. أما الطرف الثاني فيدعوه إلى وضع النزاع جانبا بمناسبة الحملة بهدف الترويج للعهدة الرابعة بصف موحد.وقال بلعياط لـ ”الخبر” إن الفريق الذي يسعى لاقتلاع سعداني ”غير مستعد لعقد هدنة مع هذا الشخص بل إننا مصممون على أن نقود نحن الحملة لفائدة مرشح الحزب ورئيسه وليس هو، لأن سعداني سيكون متطفلا عليها بحكم أنه يحتل منصب الأمين العام”. وأوضح بلعياط أن الإعلان عن ترشح بوتفليقة على لسان الوزير الأول ”ليس له علاقة حاسمة مع صراعنا الجاري ضد سعداني. فمسعى إبعاده من قيادة الحزب متواصل، وعملنا في هذا الإطار ليس مرتجلا ولا مستعجلا”. وأضاف ”بقاؤه على رأس الحزب سيعيق مساهمتنا في مناصرة بوتفليقة إذا أعلن رغبة في الترشح، لذلك نحن مصرون على عقد دورة طارئة للجنة المركزية في أقرب وقت، ولن نتوقف عن الضغط على هذا الشخص الذي يحتل منصب الأمين العام”.وذكر بلعياط الذي يتحدث كمنسق للمكتب السياسي أنه لا يستسيغ أن يسبق أي حزب الأفالان فيكون بدلا عنه في واجهة الحدث السياسي المنتظر في 17 أفريل المقبل. مشيرا إلى أن جبهة التحرير ”هي صاحبة الأغلبية البرلمانية، والطبيعي أن تكون هي في الواجهة، وحتى يتحقق ذلك لا بد من إنهاء حالة الضعف التي أدخلنا فيها سعداني بسبب السطو على الحزب”. ويقصد بلعياط الأحزاب الأخرى الموالية للرئيس، وهي الأرندي و ”تاج ” وحركة عمارة بن يونس التي تنافس الحزب الواحد سابقا في التزلف للرئيس، وتتسابق معه على قيادة الحملة الانتخابية لفائدته.وفي الجهة المقابلة، يدعو الصادق بوقطاية عضو المكتب السياسي جناح سعداني في اتصال به، معارضي الأمين العام إلى وقف الصراع بمناسبة الحملة الانتخابية، ”لنخوضها سويا لفائدة مرشح الحزب عبد العزيز بوتفليقة”. وقال بوقطاية إن أعضاء المكتب السياسي والأمين العام ”لا يجمعنا أي خلاف مع أي كان في الحزب، على الأقل من جانبنا. وهدفنا حاليا على مستوى القيادة والهياكل القاعدية هو جمع مئات الآلاف من التوقيعات لصالح مرشحنا، والتحضير الجيد للحملة الانتخابية، أما الحديث عن خلافات وصراعات وعن التموقع فلا يعنينا حاليا”. وأضاف ”أتمنى أن يترك كل واحد منا خلافاته الشخصية جانبا، وأن نتجه إلى دعم بوتفليقة دون إقصاء أي أحد”.وبخصوص إلحاح فريق بلعياط على الإطاحة بسعداني وعلى دخول الأفالان الانتخابات دونه، قال بوقطاية ”مادام الأمر هكذا، فالقانون الأساسي للحزب والنظام الداخلي للجنة المركزية هما ما يفصل بيننا، وهما يفرضان الالتزام بما يقرره الأمين العام. وكل عمل مواز لنشاطات الهياكل القيادية والقاعدية سيكون عبثا”. وأوضح أن سعداني وبعض أعضاء المكتب السياسي طافوا بكل المحافظات، وتأكدنا من درجة الالتفاف حول القيادة. أما هؤلاء (جماعة بلعياط) فيقرعون أبواب الفيلات والبيوت ويزعمون أنهم يمثلون الشرعية”، في إشارة إلى جمع توقيعات أعضاء اللجنة المركزية لعقد اجتماع طارىء لتنحية سعداني. وتابع ”إذا كان لديهم ثلثا أعضاء اللجنة المركزية وأرادوا تنظيم دورة استثنائية، عليهم أن يرفعوا طلبا للأمين العام حسب ما ينص عليه القانون”.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات