سجل خبراء جزائريون وأجانب بأن نقص الرؤية السياسية على المستوى الداخلي للجزائر قد ينعكس سلبا على مساعيها لفرض نفسها كقوة جهوية بالمنطقة. وكشفت مداخلات الخبراء أن للجزائر دورا يقتضي عليها لعبه لما تتوفر عليه من إمكانيات اقتصادية ومن تجربة أمنية في مجال محاربة الإرهاب.وصرح الأستاذ عمر بغزوز، على هامش أشغال يوم دراسي حول دور الجزائر كعنصر فعال في بحر الأبيض المتوسط والساحل، المنظم من قبل كلية الحقوق والعلوم السياسية بجامعة مولود معمري بتيزي وزو، بالتنسيق مع جامعة ”جير” بباريس و”د. ي. إ. إ. أس. كوبنهاغن”، بأن تردد الجزائر في لعب دورها سمح للمغرب بلعب دور في أزمة مالي. وقد جاء ذلك خلال نقاش للباحثين والأساتذة الجامعيين، جزائريين وأجانب قادمين من فرنسا والدنمارك، حول مسألة الدور المنوط للجزائر في أزمة الساحل التي تهدد أمن دول المنطقة وحتى أمن الدول الأوروبية. وضمن هذا السياق، اعتبرت السيدة أولا هولم من جامعة كوبنهاغن الدنماركية، أن الجزائر ”تعد عاملا فعالا في المجال الطاقوي بالنسبة لدول الاتحاد الأوروبي، خاصة بعد الأحداث التي عاشتها ليبيا بعد 2011”. فبعد هذه الأحداث سجلت أجندة دول الاتحاد الأوروبي عودة المسألة الجيو سياسية للطاولة للحديث حول الموضوع. فدول الاتحاد الأوروبي تنظر إلى الجزائر من جانبين، الأول اقتصادي والثاني أمني. ففي ما يخص الأهمية الاقتصادية بعد الأحداث التي عاشتها المنطقة بعد 2011 وما عاشته ليبيا من توترات، أضحت للجزائر مكانة معتبرة لدى الدول الأوروبية في مجال الطاقة. أما بالنسبة للجانب الأمني، حسب المتحدثة، فإن ”دول الاتحاد الأوروبي تعلق آمالا كبيرة على الجزائر كبلد يملك خبرة كبيرة في مكافحة الإرهاب على مستوى دول الساحل، وكذا الحد من الحركة غير الشرعية لسكان هذه الدول باتجاه الدول الأوروبية”.هذا الموقف دفع الأستاذ كاشر عبد القادر من جامعة مولود معمري بتيزي وزو، للقول إن الجزائر تحولت، كما يقال بالعامية، إلى ”شمبيط” الدول الأوروبية في مكافحتها لظاهرة الحراڤة، مشيرا أن دول الاتحاد الأوروبي أرغمت الجزائر سنة 2009 على تغيير مواد من قانون العقوبات للحد من ظاهرة الحرڤة.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات