قال اللّه تعالى: {وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ الَّذِي جَمَعَ مَالاً وَعَدَّدَهُ يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ كَلَّا لَيُنْبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ نَارُ اللّه الْمُوقَدَةُ الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ إِنَّهَا عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ} سورة الهمزة.توعّد اللّه سبحانه بالويل، وهو كلمة عذاب، أو واد في جنهم، من اتصف بهذه الصفات وهي: الهمز واللمز وجمع المال وتعداده والانشغال به عن ذكر الموت وما بعده، ثم بين سبحانه عاقبة من اتصف بهذه الصفات ومصيره الذي ينتظره بأنه سيطرح ويلقى في نارٍ حطمةٍ موقد شديد حرها، مغلقة الأبواب دائماً وأبداً لا يمكن الخروج منها. بقي أن نعرف تفسير هذه الصفات التي رُتَبت عليها هذه العقوبات الشديدة لنأخذ حذرنا منها.أمّا الهمزة: فهو الّذي يهمز الناس بفعله، بمعنى أنه يشير إليهم بيده وعينه على وجه التنقص والازدراء لهم، واللمزة: هو الذي يلمز الناس بقوله فيسلط لسانه بسبهم واغتيابهم والكلام في أعراضهم، ومن صفات هذا الهماز اللماز أيضاً أنه لا هم له سوى جمع المال وتعديده والانشغال بتنميته، بالنهار يجمع هذا إلى وبالليل ينام كأنه جيفة منتنة، وقد أخذ عليه كل وقته ومع هذا لا رغبة في الإنفاق في طرق الخيرات.وقوله {َجَمَعَ فَأَوْعَى} ويظن أن هذا المال سيخلده في الدنيا ويزيد من عمره، ولم يدر أن البخل يقصم العمر ويخرب الديار، وأن البر يزيد في العمر. وقد حمله إعجابه بماله على تنقص غيره فصار همزة لمزة.وإنّ مَن كانت هذه صفاته: الهمز والانشغال بجمع المال عن الاستعداد للآخرة، سيكون مصيره وخيماً، وعذابه أليماً. سيلقى أسوأ مصير {لَيُنْبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ} أي نار تُحطم ما يلقى فيها وتهشمه بقوة.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات