يقصّ علينا القرآن الكريم ما سيقوله سبحانه لعيسى عليه السّلام يوم القيامة، وما يجيب به عيسى؛ ليزداد الّذين آمنوا إيمانًا، وتزداد حسرة الّذين وصفوا عيسى وأمّه بما هما بريئان منه، يقول تعالى: {وَإِذْ قَالَ اللّه يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللّه قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللّه رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} المائدة:116-118.فعيسى عليه السّلام يبين حقيقة أمره، وهي أنّه لم يأمر قومه إلاّ بعبادة اللّه وحده لا شريك له، فهو ربّه وربّ النّاس أجمعين، وهو الّذي خلقه وخلق الخلق كلّهم، وأنّه يدين للّه وحده بالعبادة والطّاعة، ويأمر قومه بمثل الّذي يدين به ويعتقده ويدعو إليه.وقد وصف القرآن الكريم عيسى عليه السّلام بأربع صفات، وذلك قوله تعالى: {وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَة ومِنَ الْمُقَرَّبِين وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَمِنَ الصَّالِحِين} آل عمران:46، فقد جعل سبحانه رسوله عيسى عليه السّلام ذا وجاهة ومكانة عند اللّه في الدّنيا، بما أوحاه إليه من الشّريعة، وبما أنزله عليه من الكتاب، وغير ذلك ممّا امتن به عليه، وجعله يوم القيامة شفيعًا عند اللّه فيمن يأذن له فيه، فيقبل منه. وجعله سبحانه داعيًا إلى عبادة اللّه وحده لا شريك له، في حال صغره، معجزة وآية، وفي حال كهولته حين يوحي اللّه إليه بذلك، وجعله- فوق ذلك- ذا علم صحيح، وعمل صالح.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات