هذه الحوادث الاجتماعية كلّها تحتاج إلى تحليل مقبول تطمئن إليه النّفس، وليس أمامنا إلّا أحد فرضين: إمّا التّسليم بأنّ سيّدنا محمّد صلّى الله عليه وسلّم هو رسول الله كما صرّح بذلك القرآن الكريم وكما أيّده العقل المجرّد عن الهوى. وإمّا فرض أنّه ليس برسول وأنّه وصل إلى ما وصل إليه بالتّدبير وحُسن السّياسة. إن مال مائل إلى فرض الثّاني ناقشناه المسألة وقلنا: ينبغي على فرضك جملة أمور: أنّه اقتبس دينه من أحد الرّهبان أو الأحبار وأنّه كان يجيد القراءة والكتابة وأنّه اقتبس دينه من الشّرائع السّابقة وأنّه مدّع للنّبوة كذبًا وأنّه كان يتظاهر بما كان متّصفًا به من الأخلاق والعبادة رياء، وأنّه استطاع أن يثبت على هذا الرّياء طول حياته، واستطاع أن يخفي هذا الكذب والرّياء على كلّ فرد حتّى على أخصّ أصحابه وأخصّ نسائه وأنّ الله سبحانه أيّده ونصره مع اتصافه بهذه الصّفات وأنّه مدّع للرّسالة وأنّه أتى بأكثر ممّا جاء به المرسلون من الكمالات.رسالة سيّدنا محمّد صلّى الله عليه وسلّم مصدرها الوحي الإلهي:أمّا الفرض الأوّل وهو أنّه اقتبس دينه من أحد الرّهبان أو الأحبار، فهو فرض ينقضه الواقع التّاريخي من كافة الوجوه. فمن الشّبهات الّتي آثارها بعض المغرضين حول صدق نبوّة سيّدنا محمّد دعواهم أنّ سيّدنا محمّد تَعلَّم القرآن من الرّاهب بحيرا السّاكن في مدينة بُصْرَى بالشّام وأنّه كان نسطوريًا من أتباع آريوس في التّوحيد.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات