“الرهينة” واقع مر للأنثى في المجتمع

38serv

+ -

تمتع مساء أمس الأول، عشاق الفن الرابع من الجمهور الباتني بقاعة العروض بالمسرح الجهوي بباتنة، بالعرض الشرفي الأول لمسرحية “الرهينة”، من إخراج نبيلة إبراهيم وعن نص للمؤلف محمد بويش ومعالجة درامية للممثل محمد الطاهر زاوي، وتمثيل هذا الأخير ونوال مسعودي. ويندرج  عرض المسرحية ضمن استعدادات مسرح باتنة، تحضيرا للمشاركة في المهرجان الوطني للمسرح النسوي بعنابة. حملت المسرحية رمزية فلسفية، وتضمنت مشاهد تعبر عن تصفح الفتاة لدفتر ماضيها المسطر بلغة تحمل الكثير من العتاب والحقد، وتتخللها أسئلة بريئة وشيء من الإرادة سرعان ما يزول في شتات أحلامها العارية. جاء العمل في قالب يسود فيه جو من الحزن والكآبة، يلوح في ثناياه بريق أمل، لا يكاد يظهر للعيان حتى ينطفئ، تترجمه مخرجة العمل في شكل شتات ذكريات أليمة تحاصر مخيلة شابة ذنبها الوحيد أنها ولدت أنثى، تجد نفسها خاضعة لمشيئة مجتمع يستحضر بشاعة الجاهلية الأولى، فهي مسلوبة الإرادة، كونها متقوقعة وسط القهر والاستعباد. وجودها في نظر والدها مرتبط بالعار وهي في نظر زوجها مجرد أَمَة مسخّرة لخدمته دون أدنى نقاش، الكل يتفنن في اغتصاب حريتها، والوصول إلى أبسط حقوقها ضرب من الخيال، بل حلم أجوف، وأسمى ما يمكن أن يوفر لها هو الملبس والأكل لا غير، فهي لا تتعدى كونها عورة.

المخرجة وفي رؤيتها الخاصة كشفت أن أصعب صراع قد يواجه المرء هو صراعه مع ذاته، حيث حاولت تجسيد معاناة شابة رهينة تقاليد مجتمع متحجر تسوده أفكار رجعية ومعتقدات غير مؤسسة فرضها الجنس الخشن وعزّزها رضوخ الأيادي الناعمة.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: