المؤرخ مولاي بلحميسي باحث من طراز نادر

+ -

 انطلقت، أول أمس، بالمكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية في مستغانم، فعاليات الندوة الفكرية حول مسار الأستاذ الباحث والمؤرخ مولاي بلحميسي، بعنوان ”شهادات ومواقف”، من تنظيم المديرية الولائية للثقافة وتدخل في إطار الاهتمام برجالات العلم والفكر من منطقة مستغانم وضواحيها والتعريف بإنتاجهم الفكري في شتى المجالات، إذ يعد الأستاذ مولاي بلحميسي من أبرز هذه الوجوه في مجال البحث التاريخي، مختص في تاريخ مستغانم. وتهدف الندوات الفكرية، حسب السيدة بكارة فاطمة، إلى ربط جسور التواصل بين هؤلاء المفكرين والباحثين العظام الذين تركوا إرثا فكريا ثريا وثمينا وعلى جيل اليوم من طلبة على جميع مستويات التعليم الاطلاع للاستفادة من كتابتهم التي تعد مراجع في مجالات البحث والتنقيب والدراسة.  يعدّ المؤرخ مولاي بلحميسي من أعلام مستغانم، أنجز أبحاثا تاريخية هامة، تناول فيها ”تاريخ مستغانم ومازونة” و”تاريخ البحرية الجزائرية في العهد العثماني” و”حياة المرأة” و”الجوسسة في عهد الأمير عبد القادر” و”معركة مزغران من خلال قصيدة المجاهد والشاعر المتصوف سيدي لخضر بن خلوف”.  وتميزت الندوة التي حضرها عدد من تلامذة الباحث المؤرخ مولاي بلحميسي، بمداخلات تناولت جوانب من مسيرة الأستاذ الباحث والمؤرخ، على مدار 60 سنة من العطاء الفكري والبحث الأكاديمي في مجال البحث العلمي والتكوين، إذ تخرج على يده مئات الإطارات، منهم من تقلدوا مناصب عليا في الدولة، كما أشرف على عديد رسائل الماجستير والدكتوراه، داخل وخارج الجزائر. وتم بالمناسبة تكريم عائلة الفقيد التي أهدت مجموعة من الوثائق والصور والشهادات للمكتبة الرئيسية التي تحمل اسمه. وأقيم على هامش الندوة الفكرية معرض للفنون التشكيلية والخط العربي، ضم حوالي 50 لوحة زيتية من إنجاز فنانين تشكيليين محليين. 

للإشارة، الأستاذ الباحث والمؤرخ الدكتور مولاي بلحميسي من مواليد مدينة ”مازونة” ولاية غليزان سنة 1930، وافته المنية سنة 2009 بالجزائر العاصمة، تدرج في مختلف مراحل التعليم وواصل دراسته بعد ذلك حتى تحصل على شهادة ليسانس في الآداب العام 1958، ونال شهادة عليا في الأدب من جامعة ”اكس ان بروفانس” بفرنسا العام 1963. نال شهادة الدكتوراه سنة 1972، ثم شهادة دكتوراه دولة من جامعة ”بوردو” الفرنسية سنة 1986. كرس جزءا كبيرا من حياته في التعليم والتكوين كأستاذ في التعليم الثانوي ثم أستاذ مساعد بجامعة الجزائر بين 1966 و1969. انتخب كعضو شرفي بمعهد أتاتورك بأنقرة تركيا العام 1986، ونائب رئيس الجمعية الدولية للمؤرخين بمنطقة حوض البحر الأبيض المتوسط. 

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: