38serv

+ -

 في شمال أمريكا وجنوبها لا نجد أممًا بالمعنى العرقي والقومي القديم، بل نجد مجموعات كبيرة من البشر من سلالة المهاجرين من أوروبا وغيرها مع اختلاف في الأجناس والعروق، أصبحت تربطها في العصر الحديث فكرة ”الدولة” القائمة على جزء من الأرض تسمّى وطنًا مع الشعب والسلطة القائمة على شؤون هذا الشعب، وليس فكرة الأمّة بمفهومها القديم. اختلف حجم هذه المجموعات البشرية بين دولة وأخرى كالولايات المتحدة وكندا والبرازيل وغيرها من التجمّعات والدول الأمريكية الشّمالية أو الجنوبية أو الوسطى، وحتّى الهنود الحمر الّذين كانوا يشكّلون قديمًا ”أمّة على الأسس العرقية والقومية” ضعف شأنهم في العصر الحديث فأصبحوا من بقايا ”أمم التاريخ”، وهكذا في آسيا وباقي قارات العالم الّتي طغت فيها فكرة ”الدولة” بعناصرها المادية على فكرة ”الأمّة” بمقوماتها العرقية أو القومية حتّى اليهود تخلّوا تقريبًا عن فكرة ”الأمّة” الّتي كان يجمعها العرق والجنس كسلالة تنسب إلى بني إسرائيل وتدين بالدّين اليهودي، وتسلّطت عليهم فكرة ”الدولة” الّتي تكالبوا على تشكيلها بعد شتاتهم في بقاع الأرض، وإن كانت هذه الدولة تحمِل في طيّاتها عوامل فنائها وانقراضها طال المدى أو قصر. ولكن اليهود غمضوا أعينهم عن كلّ هذه العوامل والحقائق فرحًا بقيام دولة لهم. قال جلّ وعزّ في شأن هذه الشرذمة البغيضة: ”وإذْ تَأذَّنَ ربُّك لَيَبْعثَنَّ عليهِم إلى يوم القيامة مَن يَسُومُهُم سُوءَ العذاب إنّ ربَّك لسَريع العِقاب وإنّه لغفور رحيم... وقطعناهم في الأرض أُمَمًا منهم الصّالحون ومنهم دون ذلك وبَلَوْنَاهُم بالحَسَنات والسَّيِّئات لعَلَّهُم يَرجِعون” الأعراف:167 -168.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: