38serv
تواجه الأقلية المسلمة في شبه جزيرة القرم تحديات جديدة في ظلّ المواجهة القائمة بين روسيا والإدارة الأوكرانية الجديدة، حيث بدأت تستعيد أشباح الإبادة القديمة. والمسلمون وهم في غالبيتهم من التتار كانوا قبل مئات السنين يمثّلون غالبية السكان في الجزيرة، حيث أقاموا مملكة لهم على طريق الحرير، وظلّت مزدهرة رغم الهجمات المتكرّرة عليهم من القزق الأوكرانيين.وبعد أن ابتلعت الملكة الروسية ”كاترين” دولة الخانات في عام 1783م، حدثت هجرة جماعية لتركيا، ممّا أدّى إلى انخفاض عدد السكان المسلمين للعشر مع بداية القرن العشرين.ولم تنته مأساة المسلمين هناك، بل قام ستالين في عام 1944م بترحيلهم بطريقة قسرية بعد أن اتّهمهم بالتّعاون مع النازية، ورحّلهم لسيبيريا وآسيا الوسطى، ومات نصفهم من الجوع والبرد والمرض.وبدأ المسلمون بالعودة لموطن آبائهم في عام 1989م، بعد انهيار الاتحاد السوفييتي السابق، ومع ذلك لا يزال المسلمون أقلية مهمّشة ويشكّلون نسبة12% من مجمل عدد السكان.تقول صحيفة ”التايمز” البريطانية: النِّزاع الاثني يبدو بعيدًا الآن، ولكن مع اقتراب القرم نحو روسيا بدأت المخاوف القديمة بالظهور. وقام أكثر من 10.000 تتري بالاحتجاج أمام البرلمان في الجزيرة، أمس الأربعاء، ودخلوا في مواجهة مع المؤيّدين للروس، وتحوّلَت المواجهة لعنف قتل فيها شخص واحد.وتنقل الصحيفة عن سيرغي أكسينوف، رئيس الإدارة الجديدة المؤيّد لروسيا، أنّ إدارته لا تمثّل تهديدًا على التتار، لكن أعضاء مجلس تتار القرم شجبوا الحكومة الجديدة باعتبارها غير شرعية، لأنّ التّصويت عليها تمّ ”تحت فوهة البنادق”. في حين قال أعضاء المجلس: ”إنّ التتار يقومون بتشكيل فرق للدفاع عن النّفس ضدّ الهجمات”.ويضيف مراسل ”التايمز”: ”إنّ التّحضيرات لمواجهة قريبة ليست واضحة في بلدة بخشيساراي، ولكن بعد صلاة المغرب أكّد سيرفر الّذي يعمَل في إصلاح الثلاجات، أنّ الشباب الّذين يغلي دمهم مستعدون للدفاع عن وطنهم”. وقال: ”نجلس على برميل مليء بالبارود”. مضيفًا: ”في الوقت الحالي نعيش بسلام جنبًا إلى جنب، لكن روسيا هي الّتي تبذر بذور الشِّقاق”. ولاحظ كاتب التّقرير في البداية المشاعر القومية الروسية الّتي أخذت تظهر وتتسيّد الجزيرة، وشاهد ثلاثة من روس القرم وهم يشربون الفودكا ونخب ”الانتصار” وأرادوا شكر الثّوار الأوكرانيين في كييف الّذين دفعوا الروس لليقظة. إلى جانب عودة ذكريات الإبادة الّتي قام بها الكرملين على المسلمين خلال القرون الماضية.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات