38serv
توقع رئيس الحكومة الأسبق والمرشح المنسحب من الرئاسيات أحمد بن بيتور، أن تنزلق الجزائر إلى دوامة من العنف جراء إجهاض النظام الحالي لفرصة التغيير عبر الانتخابات الرئاسية القادمة. وقال إنه يؤيد الحراك الحاصل في الشارع لرفض الوضع الحالي، إلا أنه يرفض المشاركة في التجمعات من منطلق شخصي.واقترح أحمد بن بيتور 5 نقاط مستعجلة على قوى التغيير من أجل التعبئة العامة للشعب، تبدأ بالتحضير لخارطة طريق ترسم بمشروع تغيير النظام وطريقة الحكم، وتحديد المبادئ التي يسير عليها المنخرطون في المشروع، إلى جانب التحضير للميثاق الاجتماعي كأساس للدستور الجديد ثم عرضه على المناقشة، وكذا وضع لجنة مؤقتة لقيادة هذا المشروع على المستوى الوطني.وسألت ”الخبر” بن بيتور عن رأيه في الحركات الاحتجاجية التي بدأت تظهر لرفض العهدة الرابعة، فقال إنه يؤيد هذه التحركات لأنها أصبحت المنفذ الوحيد للتعبير عن رفض الوضع القائم، لكنه ذكر أنه يكتفي بدوره كمحرك للرأي العام دون المشاركة في التجمعات التي يدعو إليها بعض النشطاء في العاصمة. ”لن أكون موجودا معهم في الميدان” لماذا؟ ”هذا أمر شخصي”.وشبه المترشح المنسحب من السابق الرئاسي الوضع الحالي في الجزائر بما عاشته البلاد في السنة التي سبقت اندلاع الثورة التحريرية، من خلال فشل العمل السياسي والحركات الإصلاحية في تحقيق الاستقلال. وأوضح أن البلاد قد تكون بحاجة إلى إنشاء ”اللجنة الثورية للوحدة والعمل” مرة ثانية من أجل إنقاذ الجزائر التي دخلت مرحلة الدولة المميعة.ونفى بن بيتور خلال استضافته بمنتدى جريدة ”ليبرتي” أن يكون داعية للعنف من أجل إسقاط النظام، ولكنه أوضح أن هذا العنف ”آت لا محالة إذا استمر الوضع، وعلى النخبة الاستعداد له”، مشيرا إلى أن الانتخابات الرئاسية القادمة كان يمكن أن تمنح الجزائر فرصة ”القطيعة المتفاوض عليها” التي تبنتها إسبانيا للانعتاق من النظام الديكتاتوري، لكن كل المؤشرات ”تظهر للأسف إغلاق هذا الموعد في وجه التغيير”. ويفرق بن بيتور بين مصطلحي العنف والثورة، فالأول يعني أن يكون حراكا عفويا وعشوائيا، بينما الثاني تكون له قيادة ويتم تأطيره إلى غاية الوصول إلى الهدف المرجو منه.وفي هذه النقطة، بادر بن بيتور في ورقة تحت عنوان ”عندما تقتل الانتخابات الديمقراطية”، إلى دعوة الأفراد الفاعلين في المجتمع إلى رسم خارطة طريق من أجل أن تولد ”النخبة” القادرة على المساهمة في حل الأزمة. وذلك يتم حسب رأيه بإقامة مجموعات تتبنى التفكير المؤسسي من أجل أن تخلق تحالفات استراتيجية، ثم الانطلاق في عمل مجتمعي مبني على التوعية بالمستقبل.وحول ما إذا كانت هناك ضمانات لحماية الدولة من الانهيار إذا بدأت دوامة العنف، ذكر بن بيتور أن ذلك يتعين على مدى قدرة النخبة على استيعاب الحركة الشعبية المنتظرة. ورفض في السياق ذاته الدعوات الموجهة للجيش للتدخل. ”أنا لا أنتظر دورا من الجيش في العملية لأنه مؤسسة مثل باقي المؤسسات، فلماذا يتم التركيز عليه؟”. وهو ما يظهر تباينا في طرح بن بيتور مع رئيس الحكومة الآخر مولود حمروش الذي دعا الجيش إلى حماية الشعب.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات