38serv
ليست الغاية من خلق البشر أجناسًا وألوانًا وشعوبًا وقبائل هي التّناحر والخصام، إنّما هي التّعارف والوئام. فليس للون والجنس والعرق من حساب في ميزان الله، وإنّما ميزانه في تفضيل هذا على ذلك قوله تعالى: {إنَّ أكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أتْقَاكُم}.هكذا تسقط جميع الفوارق وتسقط جميع القيم، ويرتفع ميزان واحد بقيمة واحدة، وإلى هذا الميزان يتحاكم البشر وإلى هذه القيمة يرجع اختلاف البشر من الميزان.تتوارى جميع أسباب النِّزاع والخصومات في الأرض وترخّص جميع القيم الّتي يتكالب عليها النّاس، ويظهر سبب ضخم واضح للألفة والتّعاون: ألوهية الله للجميع، وخلقهم من أصل واحد كما يرتفع لواء واحد يتسابق الجميع ليقفوا تحته: لواء التّقوى في ظلّ الله، وهذا هو اللّواء الّذي رفعه الإسلام لينقذ البشرية من عقابيل العصبية للجنس، والعصبية للأرض، والعصبية للقبيلة، والعصبية للبيت، وكلّها من الجاهلية وإليها، تتزيا بشتى الأزياء، وتسمّى بشتى الأسماء، وكلّها جاهلية عارية من الإسلام.لقد حارب الإسلام هذه العصبية الجاهلية في كلّ صورها وأشكالها ليقيم نظامه الإنساني العالمي في ظلّ راية الله وحده، وكلّ ما سواها رايات زائفة. قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ”كلّكم بنوا آدم وآدم خلق من تراب ولينتهين قوم يفخرون بآبائهم أو ليكوننّ أهون على الله تعالى من الجُعلان”. وقال صلّى الله عليه وسلّم عن العصبية الجاهلية: ”دعوها فإنّها منتنة” رواه مسلم.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات