على هذا المبدأ الرّبّاني يقوم المجتمع الإسلامي: كلّ مَن يُعلن إسلامه ويشهد أن لا إله إلّا الله وأنّ محمّدًا رسول الله مسلم بأتم المعنى، له ما للمسلمين وعليه ما عليهم وإن كان عبدًا حبشيًا أو شخصًا أعجميًا.فهو مؤمن لا يكفّره أحد وإن أتَى بكبيرة إلّا إذا جحد رُكنًا من أركان الدّين، وقد كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يتعامل مع منافقي المدينة معاملة الإسلام لأنّهم أبدوا إسلامهم مع أنّ الله عزّ وجلّ أطلعه على خبايا سرائرهم.. ولمّا مات سيّد المنافقين عبد الله بن أُبَي بن سلول صلّى عليه الرّسول صلاة الجنازة واستغفر له حتّى نهاه الله تعالى بقوله: “وَلَا تُصَلِّ عَلَى أحَدٍ منْهُم ماتَ أبَدًا وَلَا تَقُم علَى قَبْرِه إنّهُم كفروا بِالله ورسولِه ومَاتُوا وهُم فاسقون” التّوبة 84. ومن ينته ظاهره منهم مع المسلمين بموت أو قتل يبدأ باطنه مع الله: فيجازيهم بما انطوت عليه نفوسهم الخبيثة.فجنسية المؤمن إذن عقيدته، فليس للأمّة الإسلامية لون ولا لأرضيتها حدود، تسودها العدالة والحرية والمساواة بين جميع النّاس، فلا غني فيها ينسى إخوانه المحتاجين، كلّ أفرادها متحابون كمثل الجسد الواحد، متضامنون، بعضهم أولياء بعض، فلا فقير يتألّم جوعًا وحرمانًا ولا مظلوم يشكو فيها نكبة وأحزانًا.. نعم أمّة تبايع إمامها ليقيم فيها شرع الله ورسوله، أمّة شورى وحرية، الأمّة الّتي يشهد لها القرآن بالخيرية.. قال تعالى: “كنْتُم خيْرَ أمّة أُخْرِجَت للنّاس تَأمُرون بِالْمَعْروف وتَنْهَوْن عن المُنكر وتؤمِنون بالله” آل عمران110.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات