+ -

هؤلاء لا يمكن أن يقودوا دولة. نعم وجوه ”الرابعة” ـ سلال وبن يونس وسعداني وغول وغيرهم كثيرـ أظهروا رداءة مفجعة وأظهروا لامسؤولية مخيفة، ولهذا من المفترض أن يستقيلوا لأن مستواهم ومنطقهم وتركيبتهم الذهنية، لا يمكن أن تقود عملا سياسيا وأقل من ذلك أن تقود دولة.هؤلاء من ”إنجازات!!” هذا العهد. لقد أوصلوا الوضع حد تهديد الوحدة الوطنية في الصميم، فهذه غرداية تحترق وتسيل فيها الدماء، وهذه منطقة بأكملها تعبّر عن غضبها الشديد من كلام مسؤول يعبّر صراحة، أراد ذلك أم لم يرد، عن مستوى غير مقبول في التعامل مع شؤون الناس والدولة.لكن الأخطر من كل هذا هو أن ”وجوه الرابعة”، هم رموز السلطة والنظام اليوم، ولهذا تحمل تصرفاتهم مخاطر أكبر، ومن أجل معالجتها أو على الأقل التخفيف منها، لا بد من ”معاقبتهم” وأقل عقوبة هي إقالتهم.لقد رأينا واحدا من هؤلاء أدخل مؤسسات الدولة في أزمة وعرّض مؤسسة الجيش لمخاطر لسنا ندري إن كانت تجاوزتها أم لا، وواحدا آخر يشتم آباء الجزائريين الذين لا ”يحبونه” أو لا ”يحبون ما يحب”، ورأينا آخر يزرع الفتنة عنوة، وحتى عندما يقول إنه لم يقصد ما فُهم من ”تهكمه البايخ” فذلك أمر أخطر لأنه أظهر بوضوح أنه لا يقدّر مسؤولية ما يقول فكيف يمكن الثقة في أنه يقدّر تبعات القرارات التي قد يتخذها؟ لا بد من إقالة هؤلاء.ما تلفّظ به هؤلاء ينمّ عن مستوى لا يليق حتى بإدارة بلدية نائية فكيف بدولة. لقد أضاع هؤلاء الحياء بكل ما مارسوه من ألوان تجني على الحقيقة وعلى المنطق وعلى المصلحة العامة. فلم يكن يوما متوقعا أن نرى وزيرا أول بمثل هذا المستوى تعبيرا وتصرفا، ولم نكن نعتقد أن البلاد يمكن أن تصل إلى قبول وزراء بهذا المستوى وبهذا المنطق الضحل. كيف يمكن أن نقبل أن ينزل الخطاب السياسي إلى مستوى ”صيحات الكباريهات” ولغة ”الخبايطية والحشاشين” وإلى لغة ”الشوارع” ولو كانت القسنطينية؟ ذلك يعكس ما بلغته السلطة من انحطاط ويعكس تماما ما يخيف الكثير من الجزائريين في هذا العهد.كل شيء أشهدوه ضدهم، ولم تعد المعارضة في حاجة للقيام بحملة ضد ”الرابعة”، لقد ضربوا الرئيس المريض والسلطة العاجزة هذه المرة في مقتل. إنها مسامير إضافية في نعش هذا النظام ونتمنى أن يتوقف هذا التدهور والانحدار حتى نُبْقي على ما يُمكِّن من حماية ما تبقى من الدولة التي قامت على وديان دماء ملايين الشهداء والمجاهدين والمناضلين. هل ما زال لدينا ما يمكننا حتى من معارضة ”وجوه الرابعة”؟ ليس لدى هؤلاء خطاب سياسي ولا دفاع عن أفكار أو برنامج حتى ”يستهالو” أن نعارضهم فيه، إنهم غرقوا في ”خطاب التبرير”، ومثل هذا الخطاب لا يكون إلا رديئا.نعم يحمل هؤلاء في ألسنتهم وفي تصرفاتهم (الخاضعة للأهواء) ما يقضي عليهم حتما عند أغلب الجزائريين. فالفشل ذريع في غرداية وزاد نار الفتنة التهابا وهم يكررون ”التهديدات” بدفع البلاد إلى عدم الاستقرار إذا ما فقدوا السلطة، وهم لا يقيمون وزنا لـ«المسؤولية”، لهذا لا يمكنهم التفكير في ”الاستقالة” بل ”تأخذهم العزة بالإثم” ويعتبرون أن الجزائريين هم الذين لا ”يفهمون” وهم ”اللي ما يستاهلوش” ذكاءهم و«عبقرية الرابعة” بل قلبوا حتى المفاهيم التي قام عليها منطق البشرية جمعاء، فالعقل السليم لم يعد، حسب رأيهم، في الجسم السليم. الآن نعرف لماذا الدولة الجزائرية مريضة، وندرك المخاطر الجمة التي تهدد البلاد، خاصة عندما نعرف ما بأيدي هؤلاء من سلطة غير محدودة لا تخضع لأي رقيب أو حسيب، وما بأيديهم من أدوات الدولة المالية والأمنية والبيروقراطية.وبكل تأكيد لا يمكن أن ننتظر منهم ”حشمة” وأقل من ذلك نخوة، لقد أدخلوا البلاد في دوامة يصعب تصور أنهم سيتراجعون عنها، حتى وهم يستدعون وجهين من بقايا السلطة ومن المساهمين بقوة في الفشل. ولعل الإجابة الوحيدة هي دفع رئيسي الحكومة السابقين إلى الواجهة لتحمّل مسؤولية الرداءة والأزمة التي أدخلوا فيها البلاد لأنهما من أكبر رموز هذا العهد ومن ”صناّع الفشل” الأساسيين. ربي يستر[email protected]

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: