”الرئاسة كذبت على الجزائريين في مرض بوتفليقة”

+ -

قال رئيس الحكومة الأسبق سيد أحمد غزالي إن ”الرئاسة كذبت على الجزائريين بخصوص مرض عبد العزيز بوتفليقة في آخر بيان لها، عندما أعلنت أن عودته الأخيرة إلى مستشفى فال دوغراس بفرنسا كانت بشأن تشخيص روتيني فقط”. ووصف غزالي إصلاحات رئيس الحكومة الأسبق مولود حمروش بـ”الهراء” (قالها بالعامية ”فستي”) لأنّها بقيت حبرا على ورق.وصف رئيس الحكومة الأسبق سيد أحمد غزالي نزولَه أمس ضيفا على منتدى يومية ”ليبرتي”، بـ”واجب الحقيقة والالتزام المواطني مع أننّي في الواقع ممنوع من أي نشاط عمومي منذ 15 سنة مع مؤسسي حزب القوى الديمقراطية، رغم أن الأمر مضمون بقوة القانون”.وأرجع غزالي وصول النظام إلى الانفجار والغرق في الفوضى إلى الأسباب التالية ”سيتأتى هذا الوضع إثر هاجس الاستمرار، عدم احترام القوانين، المصادرة المستمرة للشرعية، إقصاء المجتمع من حياة الأمة بكل عدم مسؤولية، وهي عوامل ستصل بالنظام حتما إلى نهاية كارثية”.وقال غزالي إن ”الأهم بالنسبة لي هي قضية ترك الجزائر للأجيال الشابة، وليس العهدة الرابعة التي تعتبر إشكالية خاطئة وأصفها بالهراء، وهذا يعني أنني لن أهاجم رئيسا مريضا لأنه موضوع يتجاوز ثقافتي، وقد كلفني رفضي للعهدات الثلاثة السابقة للرئيس بوتفليقة تصنيفي من طرفه عدوا للشعب سنة 2002”.وكشف رئيس الحكومة في عهد الرئيس الراحل الشاذلي بن جديد أنه ”مع مرور الوقت تم تخويف الجزائريين وإفقادهم الأمل، وتم تخدير المجتمع بالرفاهية الزائفة التي كلفت تبديدا لثروات بقيمة 800 مليار دولار في العهدات الثلاثة للرئيس عبد العزيز بوتفليقة”.وأجاب غزالي عن سؤال تضمن تصريحا سابقا له بأنّه ”لا توجد معطيات عن استمرار بوتفليقة في الحكم”، بالإجابة الآتية ”أنا قلت بأنه لا توجد معطيات بأن بوتفليقة غير مستمر في الحكم، ولم أقل بأنه لن يترشح لولاية رئاسية رابعة، وعليه أقول أيضا إنه لا يوجد دليل بأنه سيكون رئيسا بعد الانتخابات القادمة، وأتحدى أي شخص لديه معطيات كافية بهذا الشأن”.وتابع المتحدث في نفس النقطة قائلا ”هذا الوضع يشبه ما ورد في البيان الأخير للرئاسة بخصوص الحالة الصحية للرئيس، فالبيان تضمّن أن الرئيس توجه إلى مستشفى فال دو غراس من أجل إجراء تشخيص روتيني، وهذا كذب لأن الموضوع لو تعلّق بتشخيص روتيني لما تطلّب تنقل الرئيس إلى باريس، لأنّ أي طبيب في الجزائر يمكنه إجراء هذا التشخيص العادي”. وهي النقطة التي لم يوضحها غزالي كثيرا لكنّها تقبل احتمالين: إما أن بوتفليقة كانت حالته الصحية متدهورة وقتها، أو يثبت بأنه عاد إلى فال دو غراس للحصول على شهادة طبية ليودعها في ملف ترشحه لعهدة رابعة.ولم يشأ غزالي الخوض في سؤال طرح عليه ”من الأقوى في النظام الرئيس بوتفليقة أو رئيس المخابرات الفريق توفيق؟”، وفضّل الإجابة بالقول ”الأفضل هو القول هل النظام ناجح أم فاشل، وليس القول هل بوتفليقة أو توفيق من يتحكم في النظام”.وقرأ سيد احمد غزالي عودة أحمد أويحيى وعبد العزيز بلخادم إلى الواجهة بأنها ”مسرحية توزّع فيها الأدوار في صورة تشبه مباراة لكرم القدم، ثم إن عودتهما لا تعني الوصول إلى الطريقة التي تفكر فيها السلطة لأن الظاهر ليس حقيقي دائما”.وأفاد غزالي بأن ”الإصلاحات التي قام بها رئيس الحكومة الأسبق مولود حمروش مجرد هراء” (بالعامية قال إنها فستي)، وسألته ”الخبر” لماذا تصفها بهذا الشكل فقال ”الجوهر في تلك الإصلاحات هو الانتقال من عهد الحزب الواحد إلى التعددية السياسية لكنّها بقيت حبرا على ورق”.وعاد رئيس الحكومة الأسبق إلى ظروف اغتيال الرئيس الراحل محمد بوضياف مشيرا إلى أن ”المؤامرة غير مستعبدة، كما لا يمكن استبعاد فرضية الفعل المعزول، لكني أقول إن الرجل كان وطنيا وقد أزعج الكثير لذلك قرروا اغتياله، ثم إنني أتحمل المسؤولية أيضا لأني كنت رئيسا للحكومة”.ووصف غزالي الأحزاب المعارضة قائلا ”هي مسرحية يقومون بها، لأنه ببساطة لا توجد معارضة، ماعدا الأفافاس الموجود منذ 1963، فالمعارضون اليوم هم آلة تستعملهم السلطة في الوقت الذي تشاء ويفعلون ما تريد وما تراه هي مناسبا”.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات