دخلت السلطة في منطقة أعاصير لن تخرج منها بأخف الأضرار، بعدما أشارت النشرات الجوية للأحزاب والتنظيمات المدنية، إلى أن طوفان الغضب سينفجر في الشارع مع نهاية الأسبوع الجاري، فهناك مسيرة مليونية في الأوراس، واعتصام للأساتذة الجامعيين في بوزريعة، وتجمع جماهيري لمقاطعي الرئاسيات في قاعة حرشة بالعاصمة، وهي محطات احتجاجية وضعت السلطة في عهد “الرابعة” في مواجهة أسوأ سيناريو رفض لها.لم تفلح الاعتذارات التي قدمها عبد المالك سلال ولا تنقلات الوزير الأول بالنيابة يوسف يوسفي لولاية باتنة، في إخماد نار الغضب في الشارع، بعدما قررت حركة عروش الأوراس تنظيم مسيرة مليونية غدا الخميس بمدينة باتنة، احتجاجا منها على ما وصفته بـ«الاعتداء اللفظي”، الذي صدر من مدير حملة بوتفليقة عبد المالك سلال في حق الشاوية. والدعوة لهذه المسيرة الاحتجاجية شاركت فيها عروش الأوراس الممثلين بولايات تبسة وخنشلة وأم البواقي وسوق أهراس وبسكرة وباتنة. ولم يكتف المحتجون على تصريحات مدير حملة بوتفليقة بالخروج للشارع، بل قررت جمعية تعريف وترقية تراث الأوراس “أوراس الكاهنة”، مقاضاة الوزير الأول السابق بتهمة “إهانة الشاوية”. ويضاف هذا كله إلى مسيرات واحتجاجات سابقة لم تتوقف منذ عدة أيام، نظمها طلبة الجامعة في باتنة ومواطنون في خنشلة وأم البواقي، في أكبر غليان شعبي تشهده منطقة الأوراس في السنوات الأخيرة ضد السلطة. وتعكس مسارعة مسؤولي الدولة وأجهزتها لمحاولة احتواء الأمر وامتصاص غضب الشاوية، بصيغة أو بأخرى، مدى حجم الاحتقان السياسي المرافق لهذه الرئاسيات التي جعلت أساتذة من جامعات الجزائر يغادرون مدرجات المحاضرات ويخرجون عن صمتهم، ويقررون تنظيم، اليوم، وقفة احتجاج ثانية بجامعة بوزريعة بالعاصمة في أقل من أسبوع، تعبيرا عن رفضهم لترتيبات السلطة حول الانتخابات الرئاسية المقبلة، بحيث أكدوا في بيان لهم، أن النظام “حرّف النقاش السياسي بالتضليل المُجَسَّد بصفة واضحة في التهيئة لإجراء انتخابات هزيلة، محسومة بصفة مسبقة ستجري في 17 أفريل 2014”. كما انتقدوا ممارسات النظام الذي “أجهز على جميع الحريات بممارسة الحكم عن طريق التخويف”، وفي ذلك رفض لتوجهات السلطة. ولم يقتصر الحراك في الجامعة على الأساتذة، بل شمل أيضا الطلبة الذين خرجوا في بعض الولايات على غرار بجاية وتيزي وزو للتعبير عن رفضهم للعهدة الرابعة ولنظام يخنق الحريات ويكمم الأفواه، وهو الرفض الذي حملته حركة “بركات” في ثلاث وقفات احتجاجية نظمتها في الشارع بمحاذاة الجامعة المركزية في الأسابيع الفارطة، في انتظار برمجة وقفات مماثلة عبر ولايات الوطن، بعدما تم تنصيب فروع ولائية، ما يعني أن التصعيد في الرفض قادم.بدورها برمجت تنسيقية الأحزاب والشخصيات المقاطعة للرئاسيات، تجمعا في قاعة حرشة في العاصمة، لتفعيل قرار رفض ما تصفه بـ«المهزلة الانتخابية”، وهي المحطة الثانية لها في الميدان، بعد وقفة مقام الشهيد برياض الفتح يوم 12 مارس الجاري، وهي الوقفة التي تمت محاصرتها من طرف قوات الأمن. وينتظر أن تحمل الوقفة الجديدة لدعاة المقاطعة، استعراضا لمدى قدرة التنسيقية على التجنيد الشعبي الرافض للانتخابات، خصوصا وأنه يأتي عشية انطلاق الحملة الانتخابية الرسمية لموعد 17 أفريل، وهو ما يجعل أعضاء التنسيقية يخرجون كل ما في جعبتهم من قذف بالثقيل لكسر طروحات السلطة وحساباتها.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات