أوروبيون يخططون لمشروع “غوانتانامو إفريقي” في مالي

 أفاد، أمس، الموقع الإخباري الإلكتروني “مالي ويب نت”، وهو الأول بدولة مالي، في مقال بعنوان “بتمويل أوروبي بقيمة 21 مليارا لبناء سجن في مالي للجهاديين”، بأن مبعوثين أوروبيين قد دخلوا، منذ قرابة الشهرين، على خط تباحث سري مع ممثلين عن وزارة العدل المالية، بهدف إنجاز مركز عقابي على شاكلة غوانتانامو الأمريكي على الأراضي المالية، يكون مكانا أمنيا أوروبيا لاستقبال الجهاديين الموقوفين بدول الساحل، كما لم يستبعد أن توسع صلاحياته للجهاديين الدوليين خاصة المستقدمين من مراكز حجز أولية على الأراضي الأوروبية. وكشف الموقع الإلكتروني أن المشروع خصص له مبلغ أربعة ملايين أورو، وسيتم تأطيره بخبراء وموظفين ذوي كفاءات عالية في تسيير وإدارة السجون، وتزويده بتجهيزات كفيلة بصد أي احتمال لفرار المحبوسين.ومهما كانت درجة صدقية المعلومات التي وردت في المقال، فإن الفكرة لم تكن وليدة اليوم، بل كانت ضمن المفاهيم الأمنية التي حملتها حقيبة وزير الداخلية الفرنسي الأسبق في حكومة إدوارد بالادور، شارل باسكوا، بالإقدام آنذاك على إصدار قرار بنفي زهاء 150 ناشط إسلاموي ومتهمين بالترويج للإرهاب على الأراضي الفرنسية نحو بوركينافاسو، عقب تفجير ميترو باريس سنة 1995. كما تكون فكرة غوانتانامو إفريقي قد بدأت تتماثل للنضوج نتاج تحول أراضي دول الساحل إلى مفرخة للجهاديين كقاعدة خلفية لأعمال إرهابية صارت تنفذ على الأراضي الأوروبية، حسب ما وصلت إليه التحقيقات الأمنية التي أعقبت عملية الاعتداء على مقر صحيفة “شارلي إيبدو” في العاصمة الفرنسية باريس، في الأيام الأخيرة.