قال اللّه تعالى: {الْقَارِعَةُ مَا الْقَارِعَةُ وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَةُ يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ وَمَا أَدْرَاكَ مَاهِيَهْ نَارٌ حَامِيَةٌ} القارعة:1-11.تشير السورة الكريمة إلى أنّه ينبغي للمؤمن أن يقيَ نفسه من عذاب اللّه، وهذه الوقاية تكون بفِعْل الخير، ولو بأقل القليل؛ روى مسلم في صحيحه من حديث عدي بن حاتم رضي اللّه عنه أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: “ما منكم من أحدٍ إلاّ سيكلِّمه اللّه، ليس بينه وبينه ترجمان، فينظر أيمنَ منه، فلا يرى إلاّ ما قدَّم، وينظر أشأم منه، فلا يرى إلاّ ما قدم، وينظر بين يديه، فلا يرى إلاّ النّار تلقاء وجهه، فاتّقوا النّار ولو بشقّ تمرة”.وأخبر اللّه عزّ وجلّ في هذه السورة عن شدّة حرارة نار جهنّم، وما أعدّه اللّه تعالى لأعدائه من العذاب والنَّكال، وفي آية أخرى عن هولها وشدّة عذابها، فقال: {كَلَّا إِنَّهَا لَظَى نَزَّاعَةً لِلشَّوَى تَدْعُو مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّى وَجَمَعَ فَأَوْعَى} المعارج:15-18.وأخبر في آيةٍ أخرى أنَّ حطب النّار الّتي توقد بها جثث بني آدم هي حجارة من الكبريت الأسود؛ فقال سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللّه مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} التّحريم:6، وقال سبحانه: {يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ} ق:30. وروى مسلم في صحيحه من حديث عبد اللّه بن مسعود رضي اللّه عنه أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: “يؤتى بجهنّمَ يومئذٍ لها سبعون ألف زمام، مع كلّ زمامٍ سبعون ألف مَلَك يجرُّونها”.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات