+ -

 رغم قيام الجزائر باعتماد برامج شراكة لتطوير فرع الحليب لاسيما مع فرنسا، إلا أن الإنتاج الوطني لايزال بعيدا عن تحقيق اكتفاء ذاتي نسبي في سوق ترتفع فيه نسبة الاستهلاك بصورة متواصلة، حيث تقدر بأكثر من 5 ملايير لتر.وتكشف أرقام مصالح الجمارك عن الارتفاع الكبير لواردات الحليب سنة 2014، حيث بلغت قرابة 4 ملايين طن مقابل 2.7 مليون طن في 2013 بنسبة نمو بلغت 69.04 في المائة، ومن حيث القيمة قدرت واردات الحليب بـ1.915 مليار دولار مقابل 1.133 مليار دولار في 2013.ويتضح أن الجزائر واجهت تحديين مزدوجين الأول يتعلق بارتفاع الطلب الداخلي والثاني ارتفاع أسعار مسحوق الحليب،وهو ما ساهم في الارتفاع الكبير لواردات الحليب ومشتقاته، حيث تقدر واردات مسحوق الحليب فقط بـ1.8 مليار دولار سنة 2014 وبكمية تقدر بـ3.73 مليون طن ونسبة نمو بلغت 67.75 في المائة، بينما قامت الجزائر باستيراد ما قيمته 1.073 مليار دولار وكميات تقدر بـ2.62 مليار دولار من مسحوق الحليب في 2013. وتظل الجزائر من بين البلدان الإفريقية الأكثر استيرادا لمسحوق الحليب، لكنها عرفت سنة 2014 مستوى قياسيا، على غرار مادة الحبوب أيضا. وتجدر الإشارة إلى أن الجزائر عاجزة عن تلبية حاجياتها من الحليب، لاختلال شبكات جمع وتوزيع للحليب وغياب شبكة النقل والتخزين، حيث يقدر حجم سوق استهلاك الحليب بما بين 4.5 و5 مليار لتر، بينما يضمن الإنتاج المحلي حوالي 3 ملايين لتر. وتقوم الجزائر منذ 2012 باعتماد شراكة مع مجموعة بروتان الدولية الفرنسية لتطوير سلسلة إنتاج الحليب والتي بدأت بثلاث ولايات نموذجية، ويرتقب أن توسع هذه السنة إلى سبع ولايات جديدة. وتضمن الشراكة الجزائرية الفرنسية تطوير إنتاج الحليب الطازج ودعم المردود، فضلا عن تطوير شبكة الجمع التي تعد الحلقة الأضعف في توفير مادة الحليب في الجزائر والتي تتسبب في ضياع كميات كبيرة وعدم وصولها إلى المنتجين.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: