دخل مترشحو الانتخابات الرئاسية معترك الحملة الانتخابية، بنفوس “خائفة” من مسار انتخابي، “تغزوه” آلة رسمية، قد بدأت بخروق وتجاوزات القائمين على حملة الرئيس المترشح، الذي دشن حملته الدعائية، برسالة استغرقت قراءتها في التلفزيون الرسمي ربع ساعة كاملة، أثارت حفيظة المتنافسين الخمسة على رأسهم المترشحةلويزة حنون ومنافسها علي فوزي رباعين. في الوقت الذي كان فيه عبد المالك سلال يلقي خطاب إنجازات الرئيس المترشح عبد العزيز بوتفليقة بدار الثقافة بأدرار، في أول يوم من الحملة الانتخابية لرئاسيات 17 أفريل أمس، كانت مديرية الحملة الانتخابية، للمترشحة لويزة حنون، تباشر اتصالات احتجاجية، ضد المدير العام للتلفزيون الجزائري توفيق خلادي ومدير الإذاعة الوطنية شعبان لوناكل، كما احتجت لدى اللجنة الوطنية للإشراف على الانتخابات، التي يرأسها الهاشمي براهمي، ولجنة المراقبة السياسية التي يرأسها بوطبيق، بشأن الرسالة المطولة التي وجهها الرئيس المترشح للشعب الجزائري، عبر التلفزيون الرسمي والإذاعة العمومية، ساعات فقط قبل بدء الحملة الانتخابية، هو طرف منافس فيها عبر “وكلائه” السياسيين، ونشرت الرسالة أيضا “وكالة الأنباء الجزائرية” العمومية.وأثار بث الرسالة عبر وسائل الإعلام الرسمية والثقيلة، موجة انتقادات إزاء ما وصف بانتهاك صارخ لقوانين اللعبة الانتخابية، بينما سبق للرئيس المترشح أن دعا الإدارة العمومية إلى التعامل مع المترشحين على قدر المساواة، غير أن مديرية حملة المترشحة لويزة حنون، رأت عكس ذلك، وقال مدير الحملة، جلول جودي، في اتصال مع “الخبر” من عنابة، حيث نشطت حنون تجمعا انتخابيا: “لقد قدمت احتجاجا بنفسي لدى المدير العام للتلفزيون ومدير الإذاعة الوطنية، كما احتج ممثلو حزب العمال لدى لجنة الإشراف القضائي واللجنة السياسية لمراقبة الانتخابات الرئاسية”، وأضاف جودي “من غير المعقول أن يبث التلفزيون والإذاعة رسالة لرئيس مترشح ساعات قبل بدء الحملة الانتخابية”. وقد أثارت رسالة المترشح بوتفليقة، كذلك حفيظة المترشح علي فوزي رباعين الذي انتقد “عدم تكافؤ الإمكانيات بين المترشحين، وطلب بوتفليقة تزكيته في الربع ساعة الأخير قبل بدء الحملة”.واختار مدير حملة الرئيس المترشح، عبد المالك سلال، الولاية التي كان واليا عليها مدة ست سنوات، ومن تابع خطابه الذي دام ربع ساعة، لاحظ “جديته” في الخطاب، تفاديا للسقوط في فخ “زلات لسان” هو في غنى عنها، والملاحظ أن سلال لم يعرض البرنامج المستقبلي للرئيس واكتفى بعرض سطحي لحصيلته خاصة ما تعلق باسترجاع الأمن، لكنه ركز على “التعهد بمراجعة الدستور”، كما لم يخض في مرض الرئيس، مثلما خاض فيه رباعين من بسكرة، وقال إنه “أولى بالرئيس العلاج وليس الترشح لعهدة رابعة”، وإن أكد أن بوتفليقة سيخوض في التعديل الدستوري، مثلما تطالب به حنون، إلا أن الاختلاف يكمن في أن حنون تطالب بإصلاح عميق من أجل جمهورية ثانية، وليس مجرد تعديل، وتعديل الدستور هو الملف الوحيد الذي خاض فيه أغلب المترشحين أمس، من حيث تعهد علي بن فليس من معسكر بـ”وضع دستور توافقي” في حال انتخابه، بينما فضل مرشح “الجبهة الوطنية الجزائرية” موسى تواتي، الابتعاد عن التجاذب السياسي، من حيث أنه الوحيد، من بين منافسيه، من قام بعمل جواري بولاية البيض وتحادث مباشرة مع مواطنين. وظهر من خلال خرجات المترشحين للولايات وما أثاروه، أن ما يفرقهم من حيث الأولوية لإنقاذ البلاد، أكبر مما يجمعهم.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات