38serv
كشف الباحث الجزائري صلاح قمريش أن أصول 280 كلمة فرنسية تنحدر من اللغة العربية، في إطار تطور تحليل الحوار والثقافات. وأوضح الباحث الجزائري المقيم في فرنسا، بأن اللغة العربية وصلت إلى أدب ”ألفونس دو لامارتين” صاحب ”التأملات الشعرية” وأدب الروائية الفرنسية ”جابرييل سوزان باربو دي فيلنوف”، التي قدمت النسخة العالمية الحديثة لرواية ”لابال إي لا بات” الشهيرة، بفضل جولات الرحالة والأشياء.
قدم الباحث الجزائري صلاح قمريش الذي صدر له، سنة 2007، قاموس حول الكلمات الفرنسية ذات الأصل العربي، خلال ندوة نظمها المعهد الثقافي الفرنسي في العاصمة، أمس الأول، بمناسبة احتفالية سنة الفرنكفونية في الجزائر، نموذجا من الكلمات التي قال إنها وصلت إلى اللغة الفرنسية عبر رحلات التجار وحقائب المسافرين على ضفتي البحر الأبيض المتوسط، منها كلمة ”لامدراك” التي كانت تطلق على منطقة جميلة في العاصمة، فهي ليست كلمة فرنسية في الأصل وإنما كلمة ”عربية” وتعني ”الضرب” وهي تقنية قديمة كان يستخدمها الصيادون على سواحل منطقة جميلة في العاصمة. كما أضاف الباحث أن كلمة ”شيفر” والتي تعني باللغة العربية ”رقم” أصلها ”صفر”، ومن ذلك العديد من ألقاب الباحثين والمفكرين كالخوارزمي الذي أصبح اسمه مصطلحا هاما في الرياضيات بمعنى ”لاوغاريتم”. وقال المتحدث إن كلمة ”ماغازان” باللغة الفرنسية يعود أصلها إلى كلمة ”مخزن” باللغة العربية وقد وصلت إلى فرنسا سنة 1776، كما أشار إلى أن حوالي 300 اسم يطلق على النجوم هي من أصول عربية، بما يؤكد عمق الأبحاث التي قدمها العرب قديما في علم الفلك والمجرات. وأوضح قمريش بأن ما لا يقل عن 4 آلاف كلمة فرنسية، من أصل 35 ألف كلمة، وهي عدد الكلمات الفرنسية حسب الأكاديمية اللغوية الفرنسية، هي من أصول أجنبية، حيث يعود أصل جزء كبير منها إلى اللغة العربية وأيضا التركية والفارسية. كما أشار الباحث إلى أن دراسته ركّزت فقط على الكلمات التي يجد لها امتدادا تاريخيا واضحا عبر المراجع، وتجنب في عملية بحثه التي عرجت على دراسة ألف كتاب ومخطوط وحوالي 300 قاموس لغوي، الكلمات التي لا خلفية تاريخية واضحة تؤكد أصلها اللغوي العربي. وتطرق النقاش أيضا إلى تطور اللغة الأمازيغية مقارنة باللغة العربية، حيث أوضح قمريش بأن الأمازيغية ساهمت أيضا في تطوير لغة المجتمعات الغربية. وعرّجت الندوة على الحديث عن إشكالية الأصول اللغوية ما قبل اللغة العربية، وهو ما أكد عليه الباحث في معرض حديثه عن لغة القرآن الكريم، حيث قال: ”لغة القرآن الكريم بها أيضا العديد من الكلمات ذات الأصول اللغوية القديمة”، في إشارة إلى اللغة الفينيقية والإغريقية والرومانية، وهنا أوضح بأن تطور اللغة يأخذ بشكل عام وجهين، الأول عبر دمج اللغة بشكل كامل، حيث يختفي أصلها تماما، والثاني من خلال تطورها دون أن يندثر أصلها.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات