38serv

+ -

عندما تنشغل ربّات البيوت في بعض الأحياء الشعبية في العاصمة بتخزين المواد الغذائية الأساسية خوفا من انزلاق أمني قد يطرأ قبيل الانتخابات الرئاسية، فتلك حالة تعكس قلقا يكاد يكون عاما في البلاد. ولا عجب! فبين وصف ثلاث شخصيات وطنية  لهذه الانتخابات بـ”الخادعة”، وحزم رئيس الحكومة الأسبق مولود حمروش بلهجة قاطعة بأن ”النظام في مأزق” وأنه ”لا ينبغي أن نظل في حالة لامبالاة إلى غاية حدوث الانهيار”، وتحذير الرئيس السابق اليمين زروال من ”الاستخفاف بالوضع الراهن”، ودعوة الرئيس المترشح الناخبين إلى ”التفريق بين الوعود الصادقة والوعود الكاذبة”، وبين العودة إلى النقاش حول ”مرحلة انتقالية” حتى وسط بعض أنصار العهدة الرابعة المنهمكين في تسويق أطروحاتهم، واشتعال الحملات على شبكات التواصل الاجتماعي، وارتفاع وتيرة الحركات الاحتجاجية المتحزبة وغير المتحزبة هنا وهناك، وفي خضم شائعات تحيط بلقاءات مغلقة في أعالي العاصمة لكبار القوم تشغل بال الخبراء في فن حبك الحيل، يتملّك المواطن الخوف على غده، وكيف لا والبلاد تعيش حاضرها كما لو كانت لا تبالي بالسقوط  في انهيار جماعي؟

إن الإصلاحات السياسية المعلنة في 2011، خاصة ما تعلق منها بفتح الساحة السياسية والمجال السمعي البصري، أعطت انطباعا بأن السلطة استخلصت الدروس من التغييرات العنيفة التي شهدتها أنظمة الحكم في تونس ومصر وليبيا واليمن، فسارعت إلى استباق امتداد ألسنة اللهب إلى ربوعها بالتجاوب مع مطلب التغيير الشعبي الضاغط. 

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: