جيء بالعالم حطيط الزيات إلى الحجّاج (ابن يوسف)، فلمّا دخل عليه.. قال: أنتَ حطيط. قال: نعم. قال حطيط: سل عمّا بَدَا لك، فإنّي عاهدتُ الله عند المقام على ثلاث خصال: إن سئلت لأصدقن، وإن ابتليت لأصبرن، وإن عوفيت لأشكرن.قال الحجاج: فما تقول فيّ؟ قال: أقول فيك إنّك من أعداء الله في الأرض تنتهك المحارم وتقتل بالظنّة. قال: فما تقول في أمير المؤمنين عبد الملك بن مروان؟ قال: أقول إنّه أعظم جرمًا منك، وإنّما أنتَ خطيئة من خطاياه.فأمر الحجاج أن يضعوا عليه العذاب، فانته به العذاب إلى أن شقّق له القصب، ثمّ جعلوه على لحمه وشدّوه بالحبال ثمّ جعلوا يمدّون قصبة قصبة، حتّى انتحلوا لحمه، فما سمعوه يقول شيئًا.فقيل للحجّاج إنه في آخر رمق. فقال: أخرجوه فارموا به في السّوق.قال جعفر (وهو الرّاوي): فأتيتُه أنا وصاحب له، فقلنا له: يا حطيط ألك حاجة؟ قال: شُربة ماء. فأتوه بشربة ثمّ استشهد، وكان عمره ثماني عشرة سنة رحمه الله.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات