يوجد إخوة أشقاء حدثت بينهم مشاكل بسبب الميراث وقطعة أرض فأدّت إلى المشاحنة بينهم فلم يعُد أحدهم يكلّم أخاه ويزوره؟

+ -

 إنّ من أعظم نِعم الله تعالى على العباد أن أكرمهم بنعمة الأسرة والأهل والأقارب، فتجد الواحد منّا محفوفًا بإخوته ووالديه وجدّه وجدّته وعمّه وعمّته،... ينشأون مع بعض في طاعة الله تعالى، يواسي بعضهم بعضًا عند الأحزان ويساعد الواحد أخاه عند المصائب، ويشارك بعضهم بعضًا الأفراح فيفرح الجميع، لأنّ القلوب مجتمعة والأجساد مرتبطة برابطة الدم.ومن المؤسف جدًّا أن نسمع في مجتمعنا الإسلامي الموحّد بأسر متشتّتة وإخوة متناحرين فيما بينهم، فلا يصل الأخ أخاه وأخته بسبب أمر عادي دنيوي حقير لا يساوي شيئًا أمام منزلة الأخوة الحقّة، وقد قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “الرحم مُعلّقة بالعرش تقول: مَن وصلنِي وصلهُ الله، ومَن قطعني قطعه الله” أخرجه البخاري ومسلم.وليعلم الجميع أنّ صلة الرحم سبب لجلب الرزق وطول العمر، حيث قال صلّى الله عليه وسلّم: “مَن سرَّه أن يبسُط له في رزقه، وأن ينسأ له في أثره فليَصِل رحمه” أخرجه البخاري ومسلم.وقد أتَى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم رجل فقال: “إنّي أذنبتُ ذنبًا عظيمًا، فهل لي من توبة؟ فقال: هل لك من أم؟ قال:لا، قال: فهل لك من خالة؟ قال: نعم، قال: فبرّها” رواه الترمذي وابن حبّان وهو صحيح.وقال صلّى الله عليه وسلّم أيضًا: “الصدقة على المسكين صدقة، وعلى ذي الرحم اثنتان: صدقة وصلة” رواه أحمد والترمذي وغيرهما وهو حديث صحيح.وصلة الرحم لا يشترط فيها أن تكون دائمًا إحسانًا بالمال، بل تكون بالخدمة، وتكون بالزيارة وتكون بمجرد السّلام، فقد ثبت في الصحيح الّذي رواه البراز أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: “بلوا أرحامكم ولو بالسّلام” أخرجه ابن حبّان والطبراني وهو حديث حسن.فلنبادِر جميعًا إلى صلة الأرحام، وليبادر كلّ مَن قطع رحمه (أبواه وإخوته أو أخواله أو أعمامه وغيرهم) إلى صلتهم ولو قطعوه، فأعلى درجات صلة الرحم أن تصل مَن قطعك من رحمك، قال صلّى الله عليه وسلّم: “ليس الواصل بالمكافئ، ولكن الواصل الّذي إذا قطعتَ رحمه وصلها” أخرجه البخاري.وكفى مرغّبًا في صلة ما ذكرناه من أحاديث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وكفى مرهبًا مَن قطع الرحم قوله صلّى الله عليه وسلّم: “لا يدخل الجنّة قاطع رحم” أخرجه البخاري ومسلم. وقوله صلّى الله عليه وسلّم: “إنّ أعمال بني آدم تُعرَض كلّ خميس ليلة الجمعة فلا يقبَل عمل قاطع رحم” رواه أحمد وأخرجه البخاري في الأدب المُفرَد. وغيرها من الأحاديث، فلينتبه من الغفلة وليتفطّن قبل فوات الأوان، والله الموفق.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات