دعا رئيس الحكومة سابقا مولود حمروش، الرئيس عبد العزيز بوتفليقة ورئيس أركان الجيش أحمد ڤايد صالح، ومدير دائرة الإستعلام والأمن محمد الأمين مدين، إلى “تمكيننا نحن الجزائريين من مفاتيح الخروج من حالة الانسداد لأنها بأيديهم وحدهم”. واعتبر نفسه “مناضلا من أجل التغيير المنظّم”.عاد حمروش، أمس، إلى الأفكار التي طرحها في الأسابيع الماضية، بخصوص “الأزمة” و”الانساداد” و”تغيير النظام”، بمناسبة استضافته بيومية “ليبرتي” بالعاصمة، لكن هذه المرّة شذ عن القاعدة بخوضه في أسماء كبار المسؤولين في النظام، ممن يتحاشى في العادة ذكرهم. وقال بالتحديد: “الرئيس بوتفليقة والفريقان قائد أركان الجيش ڤايد صالح، ومسؤول المخابرات محمد مدين، هؤلاء ثلاثة أشخاص مسؤولون عن توفير مخرج للبلاد من حالة الانسداد التي تتخبط فيها”. ووصف الثلاثة بـ”الرجال الوطنيين”.واستغرب الذين حضروا بكثافة، للاستماع إلى موقف حمروش مما يجري من أحداث، كيف لهؤلاء الثلاثة الذين يعتبرهم البعض سبب الأزمة، أن يصبحوا مفتاحا لانفراجها. وقال حمروش بهذا الخصوص: “الثلاثة لديهم الإمكانيات لوضع البلاد على طريق العصرنة. أقول الثلاثة وليس كل واحد بمفرده، فإذا قرروا إقامة وفاق جديد يخرجنا من الأزمة، عليهم إشراك كل المناطق وكل الجزائريين في بلورة وتنفيذ هذا الوفاق”.وأضاف رئيس الحكومة سابقا: “هناك ثلاثة عناوين لا مناص من التوجه إليها، فهم وحدهم من يملكون مفاتيح علاج الأزمة وهم من يتحملون المسؤولية أمام التاريخ إذا تعرضت البلاد لأي مكروه”، يقصد أنهم إذا لم يبادروا بحل الأزمة يتحملون نتائج المخاطر التي ستتولّد عن استمرارها.وعقد حمروش مقارنة استغربها البعض، بين المسؤولين الثلاثة الذين ذكرهم وبين ثلاثة رموز من ثورة التحرير هم: كريم بلقاسم وعبد الحفيظ بوصوف والأخضر بن طوبال، إذ قال: “القادة التاريخيون الثلاثة كانوا من مفجّري الثورة، وأهدوا الاستقلال للجزائريين وبعد 1962 انسحبوا من الحكم”. وأعرب حمروش، ضمنيا، عن أمنيته أن يفعل بوتفليقة وصالح و”توفيق” نفس الشيء، بمعنى أن يعالجوا الأزمة ويغادروا الحكم. لكن من يستمع لخطاب الموالين لبوتفليقة خلال الحملة الانتخابية الجارية، يتأكد بأن ما يريده حمروش لن يتحقق. فجماعة الرئيس ترى أن الأزمة ستزداد تعقيدا لو رحل بوتفليقة عن الحكم.ودعا من وصف مطلع التسعينات بـ”رئيس حكومة الإصلاحات”، المسؤولين الثلاثة إلى “التعهد بالتغيير”. مشيرا إلى أن “الجيل الجديد من الضباط العسكريين، يلاحظون ما يجري في الجوار ويتساءلون عن السيناريوهات المطروحة في المستقبل القريب”. في إشارة إلى احتمال مبادرة في اتجاه التغيير، تأتي من ضباط الجيش الذين لا ينتمون لجيل صالح ومدين.ويرى مولود حمروش أن “الوضع في البلاد لم يعد قابلا للاستمرار، ولم يعد نظام الحكم صالحا بمناهجه القديمة وأصبح عاجزا عن إنتاج أفكار ونخب.. ليس ممكنا أن نستمر في تدوير الوجوه التي ألفناها مدة 20 سنة”. ورفض حمروش من يقول أنه “صمت عن إبداء مواقفه من الأحداث التي مرت بها البلاد مدة طويلة”، وقال: “لن أقبل هذا العتاب خاصة من الصحافة، ويمكنكم أن تعودوا إلى أرشيف الجرائد للتأكدوا أنني قلت كلمتي في الأحداث عند وقوعها”.وانتقد حمروش النظام قائلا: “الجزائر يحكمها نظام أحادي يزعجه تنوع الأفكار وبالتالي لا يقبل التعبير عنها”. وأطلق جملة مثيرة، تفادى التفصيل فيها، عندما قال: “لقد تعرضت للعتاب لما انتقدت النظام”. داعيا إلى “الخروج من المربّع الذي أدخلونا فيه والذي تتفاقم الأزمة بداخله”. وأضاف: “أزمة البلاد بلغت الذروة والشكوك حول مستقبل البلاد أصبحت أقوى والتسيير الحكومي كارثي سواء بالرجال الموجودين في الحكم أو بغيرهم”.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات