الأرسيدي يحذّر قيادة الجيش من إقحام نفسها في السياسة

+ -

 حذّر التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية قيادات الجيش الوطني الشعبي من الوقوف إلى جانب أي ”عصبة” أو ”نجاح” في النظام، والتزام الحياد من أجل الحفاظ على استقرار البلاد، مثلما نجح في تقوية صفوفه.أفاد ”الأرسيدي”، أمس، في بيان، أن النداءات المتكرّرة من طرف بعض الشخصيات السياسية والقيادات العسكرية السابقة، إلى مؤسسة الجيش لعب دور في الاستحقاقات الرئاسية والإمساك بزمام الأمور ليس في صالح استقرار البلاد، ما جعل رئيس الجمهورية يكشف عن الضغوط الخفية على مؤسسة الجيش في هذا المجال.وجاء في البيان ذاته أنّه ”ليس من باب محاكمة الأشخاص، لكن للنظام الذي سحق الإطارات المدنية والعسكرية الأكثر ولاء، وهو ما وضع الجزائر على حافة الانهيار، وفي حوالي 25 سنة، عسكريون جزائريون ممن لهم تأثير تسببوا في حالة الطوارئ والعزلة الدبلوماسية والعنف وعدم استقرار الطبقة السياسية”.وأبزر الأرسيدي أن المكتسبات الديمقراطية المحققة في الجزائر لم تكن أبدا بمبادرة من النظام، بل ”بالعكس كل المبادرات تمت محاربتها قبل أن ترى النور تحت حجة التخويف والتكريه والحد من الاختلافات، واليوم الخلاص الوحيد في التجديد الوطني الذي يتّسم بالجرأة”. ودعا البيان الأجيال الشابة إلى تحمل مسؤولياتها في إطار تجسيد ”مرحلة انتقالية” تقود الأمة نحو آفاق تمنح لها سبل التضحية، لأنّ التاريخ لن يسامح الاستمرار في السكوت وعدم تحـــديد كل شخص حدود مسؤولياته.وذكر المصدر ذاته أن الجيش الجزائري نجح في تحرير البلاد لأنه كان في مرحلة الاستجابة إلى نداء الشعب لتحريره من الاستعمار، وحرب التحرير نجحت لأنها كانت تسير نحو هدف واحد هو ”الاستقلال”، مشيرا إلى أن ”جبهة التحرير التي كانت موجهة ومؤطرة من طرف جيش التحرير أدت مهمتها باعتبارها جبهة استطاعت جمع وتجنيد مختلف الحساسيات السياسية”. وعلى ضوء هذه العوامل، يرى الأرسيدي أنه ”انحراف لغوي” تشبيه الجيش الوطني الشعبي بجيش التحرير الوطني، وكذا جبهة التحرير حاليا بتلك التي كانت تحرر البلاد من الاستعمار. ويعتقد التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية أن ”حل الخروج من المأساة الوطنية مايزال قائما”، لكن لن يكون لا سهلا ولا واضحا، ومع مرور الأيام تتحول المصالحة إلى ”عشوائية”، ويستدعي هذا الحل ”الجرأة والوضوح والشجاعة والذكاء”.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات