+ -

  إنّ السِّحر من أعظم الكبائر الموبقات، قال تعالى: {وَاتَّبَعُواْ مَا تَتْلُواْ الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَـكِنَّ الشَّيْاطِينَ كَفَرُواْ يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولاَ إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلاَ تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُم بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللّه وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُواْ لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاَقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْاْ بِهِ أَنفُسَهُمْ لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ}.فأخبر سبحانه وتعالى في هاتين الآيتين أنّ الشّياطين يُعلِّمون النّاس السِّحر وأنّهم كفروا بفعلهم ذلك، وأنّ المَلَكين ما يُعلّمان من أحد حتّى يُخبراه أنّ ما يُعلّمانه كفر، وأنّهما فتنة. وأخبر سبحانه أنّ متعلّمي السِّحر يتعلّمون ما يضرّهم ولا ينفعهم، وأن ليس لهم حظّ ولانصيب من الخير في الآخرة، وبهذا كلِّه يُعلم أنّ السّحر كفرٌ وضلال.وفي الصّحيحين عن أبي هريرة رضي اللّه عنه عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم أنذه قال: “اجتنبوا السّبع الموبقات، قلنا: وما هنّ يا رسول اللّه؟ قال: الشِّرك باللّه، والسِّحر، وقتل النّفس الّتي حرَّم اللّه إلاّ بالحقّ، وأكل الرِّبا، وأكل مال اليتيم، والتولّي يومَ الزّحف، وقذف المحصنات الغافلات” أخرجه البخاري ومسلم. فبيَّن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم في هذا الحديث الصّحيح أنّ الشّرك والسّحر من السَّبع المهلكات.وقد ذهب كثير من الفقهاء إلى أنّ السّاحر يُقتل بعد أن يُستتاب، والحاكم هو الّذي يتولّى القيام بهذا الحدّ أو يُكلّف مَن يقوم به، وليس لأحدٍ من العامّة التصرّف من نفسه في إقامة الحدود، وإلاّ فشي القتل وعمّت الفوضى. وإن أصرَّ السّاحر على فعل السِّحر بعد الاستتابة، يرجع التّقدير في ذلك للقاضي وليس لغيره. واللّه أعلم.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات