“نظام بوتفليقة فشل وليس قادرا على خدمة البلد”

38serv

+ -

 انتقد رئيس حركة مجتمع السلم تصريحات الوزير الأول عبد المالك سلال، معتبرا بأنه “كان من الممكن أن تقبل هذه التصريحات لو جاءت من رئيس وزراء يمثل نظاما سياسيا جديدا ورث وضعا اقتصاديا صعبا بسبب من كان قبله”، لكنها، حسب عبد الرزاق مقري، تصريحات صادرة عن منظومة سياسية جاءت إلى الحكم قبل 15 سنة وأنفقت 800 مليار دولار، في إشارة إلى فترة حكم بوتفليقة، مشيرا في هذا الصدد إلى أن “هذا النظام عليه أن يعترف بفشله ويستقيل ويرد الأمانة للشعب”.تناول مقري تصريحات الوزير الأول في التلفزيون العمومي بشأن الوضع المالي والاقتصادي للبلاد، على ضوء تراجع أسعار المحروقات، بكثير من النقد، انطلاقا من سؤال طرحه عبر صفحته في “الفايسبوك”، أمس، قائلا “تصوروا أن هذه العبارات ليست لسلال، وأننا في بلد يوجد فيه منطق وعمل سياسي منطقي؛ أي رئيس حكومة يحق له أن يقول هذا الكلام؟”. وجاء السؤال ردا على تصريحات سلال التي قال فيها إن “البترول لن يعود إلى 120 دولار، وبأننا من الآن نحن في الأزمة، وهناك تبذير في بعض القطاعات، وسنعالج كل مشاكل المؤسسات وسنشجع الإنتاج الوطني وسنساعد مؤسسات القطاع الخاص والقطاع العام، وبأن أولوياتنا هي الفلاحة والصناعة والطاقة والسياحة والتكنولوجيات الجديدة”. ويرى رئيس “حمس” بأن تصريحات سلال “كان من الممكن أن تقبل لو جاءت من رئيس وزراء يمثل نظاما سياسيا جديدا ورث وضعا اقتصاديا صعبا بسبب فشل من كان قبله، فيطلب من الناس أن يصبروا وأن يقدموا له يد العون ويقدم لهم رؤية جديدة”. لكن، مثلما قال مقري متعجبا، “كيف يمكن لمنظومة سياسية حين جاءت للحكم قبل 15 سنة نقدت من كان قبلها وسودت ما أنجزه من سبقها، وادّعت بأنها جاءت بالجنة وأنفقت 800 مليار دولار وسفهت آراء المعارضين، بل وخوّنتهم، وحين قلنا لها بأن الأزمة قادمة ضحكت واستهزأت”، في انتقاد ومحاكمة صريحة لسنوات حكم الرئيس بوتفليقة التي شاركت فيها “حمس” ولو جزئيا، لأنها كانت عضوا في التحالف الرئاسي.وبالنسبة لرئيس حركة مجتمع السلم فإن “هذا النظام عليه أن يعترف بفشله، وأن يوقف مسلسل الفساد ونهب خيرات البلد التي وضعها بين يدي بعض الخواص، وأن يسمح بانتقال ديمقراطي يمكن الجزائريين من التعاون لإخراج البلد من الأزمة”. وبرأي مقري فإن “المنطق السياسي يقول بأن النظام السياسي الذي يفشل عليه أن يستقيل ويرد الأمانة للشعب”. واقتناعا منه بصعوبة حدوث هذا الأمر ذكر: “لكن نحن لا نقول له ذلك لأننا نعلم بأننا لسنا في بلد ديمقراطي، ولأننا نعلم بأن هذا النظام لا يزال متعطشا للسلطة (..)، نقول لهم فقط اسمحوا بالانتقال الديمقراطي السلس المتفاوض عليه الذي لا يكون ضد أي أحد، بل يكون لمصلحة جميع الجزائريين”.وفي تلميح منه إلى خطورة الوضعية التي تمر بها البلاد أشار مقري “نحن نعلم بأن الجزائر إذا غرقت سيفرّ كثير من حكامنا إلى الخارج حيث توجد أموالهم الطائلة وأموال شركائهم من الخواص الجزائريين وغيرهم”، لكن مع ذلك شدد في انتقاداته للسلطة “نحن لا نريد أن تغرق السفينة، لأنها عزيزة علينا وهي أمانة في أعناقنا، وهي كل ما نملك، وهي التي يعيش فيها مواطنونا وأهلنا، لا نريد أن تغرق السفينة حتى وإن نجوا هم كذلك معنا”.  

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: