عليكَ رحمَك اللّه بحُسن النّيّة وبإخلاصها للّه، ولا تَعمل شيئًا من الطّاعات إلاّ أن تكون ناويًا به التّقرُّب إلى اللّه وابتغاء وجهه وطلب رِضاه، وإرادة الثّواب الأُخروي الّذي وَعد به سبحانه على تلك الطّاعة من باب الفضل والمِنَّة.ولا تَدخل في شيء من المباحات حتّى الأكل والشّرب والنّوم، إلاّ وتقصد بذلك الاستعانة على طاعة اللّه، وحصولَ التّقوِّي به على عبادته تعالى، فبذلك تلحق المباحات بالطّاعات، فإنّ للوسائل أحكام المقاصد، والمغبون مَن غُبِن في حُسن النيّة.واجعل لك في طاعاتك ومباحاتك نيات كثيرة صالحة، يحصل لك بكلّ واحدة منها ثواب تام من فضل اللّه، وما عجزت عنه من الطّاعات والخيرات، ولم تتمكّن من فعله عند الاستطاعة، وقُل بصدق وعزم وصلاح نيّة: لو استطعته لفعلته، فقد يحصل لك بذلك ثواب الفاعل، كما بلغنا أنّ رجلًا من بني إسرائيل مَرّ في وقت مجاعة على كُثبان من رمل، فقال لنفسه: لو كانت هذه طعامًا، وكان لي لقسمته على النّاس، فأوحى اللّه إلى نبيّهم: ”قُل لفلان: قد قبِل اللّه صدَقتَك، وشَكر لك حُسن نيّتِك”.الإمام عبد اللّه بن علوي الحدّاد الحسني
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات