38serv
استمتع هواة الركح بالمسرح الجهوي لسيدي بلعباس، أمسية الثلاثاء، بالعرض ما قبل الأولي لمسرحية ”القضية” لمصممها الكاتب بوعجاج غالم الياس، المستنبطة من رواية ”لو بروسييه” لجوزيف كافكا، وهي التي عكست بوضوح معاناة المواطن من بيروقراطية الإدارة ومن ضغط المسؤولين، إضافة إلى سوء معالجة القضاء لتهمة افتراضية لم يكن بإمكان ”المتهم” هشام سكوم التعرف عليها إلى غاية إسدال الستار على العرض. وكان الحضور قد تجاوبوا كثيرا مع القالب الهزلي والكاريكاتوري الذي أبدع في تصويره على الخشبة كل من سكوم هشام، سليم يوسف، بلعباسي عبد الغني وبهلولي أمينة، وغيرهم من أعضاء ”ورشة الخشبة الذهبية” للمسرح الجامعي التابع لكلية التكنولوجيا بجامعة الجيلالي اليابس المتجددة، وهي التي أماطت اللثام عن مدى التعسف والفساد الإداري من خلال عرض عالج العديد من القضايا من الناحية السياسية، الاجتماعية، الثقافية وحتى الاقتصادية، على غرار انخفاض قيمة العملة وتبييض الأموال وتهريبها.تدور أحداث القصة في بهو منزل أحد الأشخاص، تقدم إلى بيته ذات صباح أحد موظفي الإدارة العامة ليطلعه على تورطه في ”قضية”، مطالبا إياه بإثبات عكس ما نسب إليه من تهم تمس بالنظام العام للإدارة العامة، أمام دهشة المتهم الذي تتضاعف متاعبه، بعد توافد العديد من الأعوان تباعا إلى مقر سكناه لتبليغه وتفتيشه قبل تحميله أعباء ”القضية”. تقف المسرحية بين هذا وذاك، عند بعض الآفات اللاأخلاقية، من خلال كوميديا ساخرة تصور الكيفية التي يحاكم فيها المتهم الافتراضي في بيته، وسط تهاطل الأوامر عليه من مختلف المسؤولين باختلاف مستوياتهم ورتبهم دون اطلاع ولا واحد من هؤلاء على نوعية التهمة، وفي غياب أي وثيقة رسمية تثبت الإدانة. وتتم المحاكمة وسط بهو المنزل بتعليق مصير ”المتهم” بما تسفر عنه لعبة الورق بين المسؤولين، ليتدخل ”القاضي” بعد إصدار مدة العقوبة، ليطالب بتوضيحات حول نوعية التهمة دون أن يتلقى ردودا مقنعة من المسؤولين الذين تأكد بأنه ولا واحد منهم يعي حقيقة ما ارتكبه المتهم في ”القضية” التي أبقي على نهايتها مفتوحة أمام عديد القراءات التي تستمد معطياتها من الواقع الذي يعيشه المواطن في المجتمع الجزائري، بعد أن شل المتهم وأصيب بالجنون.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات