الممثل الطموح يستثمر في صعوبات الحياة ليفجّر مواهبه

38serv

+ -

 يضرب الممثل الشاب زهير كرمايري لجمهور التلفزيون موعدا جديدا مع مسلسل ”أسرار الماضي” في جزئه الثاني، عبر دور ”جلال” الذي وقّع من خلاله، السنة الماضية، حضورا مميزا. ويتحدث زهير كرمايري الذي حل ضيفا على ”الخبر” عن واقع الفن السابع والرابع في الجزائر، وعن عديد المشاريع في المسرح والسينما، منتقدا ”غياب صناعة حقيقية في مجال الثقافة”.هل ستعود للقاء الجمهور خلال شهر رمضان القادم عبر شاشة التلفزيون؟ أشارك حاليا في الجزء الثاني من سلسلة ”أسرار الماضي” مع المخرج بشير سلامي، وسأكون حاضرا في دور ”جلال” الذي اختارني له المخرج السنة الماضية، بعد عملية” كاستينغ” جادة،  والحمد لله اقتنع كل من المخرج ومساعدته سلمى فزاز بأدائي، كما قالوا لي إن ”رهانهم علي راجع للغة العربية التي كنت أتحدث بها”، وهو ما تحتاجه شخصية جلال الذي يعتبر محور العمل التلفزيوني ”أسرار الماضي”. وقد احتاجت مني الشخصية الكثير من البحث الميداني لضبط ملامح الطبعة الخارجية لها مع ملامحها الداخلية، لتحقيق المقولة الشهيرة للمسرحي العالمي الكسندر اوستروفسكي ”ليس المهم أن يكون أداؤك جيدا، بل يجب أن يكون صادقا” والصدق في التمثيل هو شعور داخلي يختلج الممثل.ما أهمية أن تكون بداية الممثل مع المسرح قبل أن ينتقل إلى السينما أو التلفزيون؟ تخرجت من المعهد المركزي للموسيقى والتمثيل والرقص في العاصمة، وكان أول عمل شاركت فيه العام 2006، مسرحية ”مدونات المنشود بين الموجود والمفقود”، وهي عبارة عن ورشة تدريبية بالنسبة لي تحت إشراف أستاذي محمد قاسم وحيدر بن حسين، ثم تقمصت شخصية الوزير ابن عباد في مسرحية لفاضل عباس، ثم شاركت في مسرحية ”نزهة في غضب” لجمال قرمي ثم ”عودة العباد” لسيد أحمد قارة، كما شاركت في عدة أعمال مسرحية تلفزيونية، منها ”الصحراء بلاد العرب” لباديس فضلاء. أما أول ظهور تلفزيوني لي، فكان في حلقة من حلقات ”الجمعي فاميلي 2” لجعفر قاسم، ثم الكاميرا الخفية ”واش داني” ومسلسل ”سولا” لحسين مزياني والفيلم الوثائقي ”أول نوفمبر نقطة النهاية” لأحمد راشدي وفيلم ”نورمال” لمرزاق علواش. أعتقد أن المسرح هو الأب الروحي للتمثيل، حيث لا مجال للخطأ على خشبة المسرح، ما يحتاج لاستحضار الموهبة كاملة.بالحديث عن اللغة العربية الفصحى، هل يمكن القول إن اللغة المستعملة في الأعمال الجزائرية تشكل فعلا تحديا لأي فنان؟ ليست اللغة مشكلة أساسية في العمل، فالعمل سواء أكان سينما أو مسرحا وأنا أتحدث بحكم خبرتي في المسرح من خلال الأعمال التي شاركت فيها، فإن اللغة جزء فقط من العرض، لأن العمل روح متكاملة بين الأداء والديكور والإحساس، لهذا فاللغة في أي مجتمع اليوم تأثرت بشكل كبير بالعولمة، ومنه لا يمكن أن تنحصر الكلمات في ”لغة الخطابة” التي تتحاور بها النخبة، فالجمهور أصبحت له مشارب ثقافية متنوعة .في ظل التنوع الإعلامي الذي بدأت تزخر به الساحة الجزائرية، هل تعتقد أن مشكلة الفنان قد حلت؟ نحن بحاجة في الجزائر إلى إعادة النظر في طريقة تسيير الإمكانات المسخرة في مجال الثقافة، فطريقة صرف الأموال يجب أن تكون مدروسة بعناية أكبر، حتى لا تضيع في إنتاج أعمال ”لا قيمة لها”، كما أن الساحة الفنية بحاجة ملحة إلى صياغة قانون للفنان، يكون قادرا على حماية المبدع الحقيقي، لاسيما من نظرة المجتمع القاسية نوعا ما تجاه الوسط الفني، وهذه مسؤولية الدولة بشكل مباشر وأعتقد أن هذا ما تدركه جيدا الدول الغربية، وحتى الخليجية، مؤخرا، التي أصبحت تحتفي بالفنانين بطريقة مميزة وتعطيهم أهمية كبيرة. وعندما نقول الفنان لا نقصد فقط الممثل، بل أيضا الكاتب والمخرج والموسيقي، فالدول المتطورة تدرك تماما أن صورة أي بلد تعكسه ثقافته ويحميه المثقف الحقيقي، لهذا فالولايات المتحدة تعتبر صناعة ”هوليود” جزءا هاما من سياسة البيت الأبيض ولا يسمح لأي كان بأن يقف في وجه صناعة الأفلام.إذن ما هو الحل في رأيك كشاب؟ يجب أن تعطى الفرصة الكاملة للشباب في الجزائر، فهناك مرحلة عمرية يكون فيها الإنسان قادرا على العطاء، فلا يجب أن نحرم الجزائر من تلك الطاقة التي بها فقط يمكن أن نحقق التميز. أما بالنسبة للصعوبات في الحياة، فأعتقد أن الأمر طبيعي جدا ويمكن أن يحقق الممثل الطموح من خلالها تميزا إذا ما تحداها ليفجّر مواهبه. هل لك أن تقربنا من الأعمال المسرحية التي شاركت فيها ومشاريعك المستقبلية، إضافة إلى ”أسرار الماضي 2”؟ أشتغل حاليا على مسرحية جديدة عنوانها ”عرس وحشي” نصها للعراقي شاكر فلاح والإخراج لرشيد بلعقيلي، رفقة الممثلة موني بوعلام. وبين يدي مشروع فيلم مع المخرجة الإيطالية اندريا بوسوني، وهو فيلم طويل عن حياة ”الشباب الجزائري”. 

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: