تعدّ قصّة سيّدنا موسى وسيّدنا هارون عليهما السّلام، وما حدث بينهما وبين فرعون وبين قومهما من بني إسرائيل، على رأس القصص الّتي تكرّر ذِكرُها في القرآن الكريم؛ حيث وَرَد الحديث عنها في أكثر من عشرين سورة، تارة بصورة مفصّلة، كما هو الحال في سور البقرة، والأعراف، وطه، والشّعراء، والقصص. وأخرى بصورة مختصرة، كما هو الحال في سور الروم، والدخان، والنّازعات وغيرها.تكرّر ذِكرُ سيّدنا موسى عليه السّلام في القرآن الكريم أكثر من مائة مرّة، وكان النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم عندما يشتدّ به الأذى، يقول: ”رَحِمَ اللّه موسى، لقد أوذِيَ بأكثر من هذا فصبر” متفق عليه.كان موسى عليه السّلام واحدًا من بني إسرائيل؛ إذ ينتهي نسبه إلى يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليهم السّلام، وقد أرسله سبحانه إلى فرعون وقومه؛ ليدعوهم إلى إخلاص العبادة للّه تعالى؛ ولينقذ بني إسرائيل من ظلم فرعون وملئه؛ حيث كانوا يُذبّحون الأبناء، ويستحيون النّساء. وبقي يكرّر الدّعوة لفرعون وقومه، وينهاهم عن ظلم النّاس، لكن من غير فائدة.وكانت نتيجة إصرار فرعون على الكفر والجحود والعناد أن أغرقه اللّه سبحانه وقومه، وجعله عبره لمَن بعده من الجبابرة.وفي سورة القصص أكثر من أربعين آية تحدّثت عن الظروف الّتي وُلِد خلالها موسى عليه السّلام، وعمّا فعلته أمّه بعد مولده، وعن حاله بعد أن بلغ أشدّه واستوى، وعن هجرته إلى أرض مدين، وعن تشريفه بالنّوبة وهو في طريقه من أرض مدين إلى مصر، وعن دعوته فرعون وقومه إلى إخلاص العبادة للّه الواحد القهار.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات