بوتفليقة أدلى بصوته على كرسي متحرّك

38serv

+ -

 أدى رئيس الجمهورية والمترّشح للرئاسيات، عبد العزيز بوتفليقة، أمس، واجبه الانتخابي على كرسي متحرّك في مشهد لم يكن متوقعّا، وتم نقل صور بوتفليقة على نطاق واسع عبر مواقع الإعلام المرئي والالكتروني. وخلال الخمس دقائق التي انتخب فيها الرئيس المترشح لم ينطق بكلمة واحدة، واكتفى بإلقاء ”نظرات شاحبة” على أعوان مكتب التصويت والمصوّرين الإعلاميين.ووصل موكب الرئيس المترشح، عبد العزيز بوتفليقة، إلى مدرسة البشير الابراهيمي، في الأبيار بأعالي العاصمة، متأخرا بنصف ساعة عن الوقت المحدد من قِبل مديرية حملته الانتخابية، أي على الساعة العاشرة والنصف من صباح أمس، ولم يكن موكبه مكتظا بالسيارات كما جرت العادة، بحكم أنّ مقر بيته العائلي قريب من مركز الاقتراع. وجاء عبد العزيز بوتفليقة رفقة ابن شقيقه عبد الناصر على متن سيارة كبيرة لونها أسود، بدت أنّها من نوع خاص لتناسب وضعيته الصحية، ودخلت المركبة إلى مركز التصويت وخلفها سيارتان؛ واحدة مخصّصة لشقيقيه السعيد وعبد الناصر اللّذان رافقاه لتأدية واجبهما الانتخابي كذلك.ومنع المسؤولون القائمون على تغطية حدث انتخاب بوتفليقة الصحفيين المحليين والدوليين من دخول مركز الاقتراع، فيما استثني من ”قرار المنع” المصوّرون والمصّورون الفوتوغرافيون، بحجة أن مكتب التصويت لا يسّع العدد الكبير من الإعلاميين المكلّفين بتغطية الحدث.ولم يكن يتوّقع أن يؤدي بوتفليقة واجبه الانتخابي على ”كرسي متحرّك”، اعتبارا للأسئلة الكبيرة التي طرحت قبل هذه الواقعة، خصوصا بعدما بثت صور يقف فيها للتسليم على كاتب الدولة الأمريكي، جون كيري، لكن ”حاشيته” اضطرت للجوء إلى إظهاره على ”كرسي متحرّك” ربما أحسن من تصويته بـ”الوكالة”، وتمهيدا لإظهاره يؤدي ”اليمين الدستورية ”، في حالة فوزه، أيضا على كرسي متحرّك.وتوجّه بوتفليقة نحو مكتب التصويت رقم 34 يدفعه أحد مقربيه، مرفوقا على يساره بشقيقيه السعيد وعبد الناصر، وبالقرب منه ابن هذا الأخير(سنه في حدود 10 سنوات). ومع دخوله إلى المكتب قام الرئيس المترّشح بمصافحة أعوان مكتب التصويت، ثم سحب أوراق التصويت، وتوّجه نحو ”غرفة التصويت” وبقي معه داخلها أحد حراسه.وبعد استكماله إجراء التصويت تعمّد الشخص المكلّف بدفع كرسيه المتحرّك ”تكبير” دائرة سير بوتفليقة، ليمرّره بالقرب من المصوّرين لتحيتهم بابتسامة خفيفة دون أن يرفع يديه، ثم توّجه نحو موظفي المكتب، الذين قاموا بالإجراءات اللاّزمة بتدوين معلوماته الشخصية، وبعدها صافحه مواطن واحد والآخر مدير الاتصال في مديرية حملته الانتخابية عبد السلام بوشوارب، ليتوّجه مباشرة نحو سيارته الشخصية، تاركا وراءه شقيقيه يأديان واجبهما الانتخابي.ويعد ظهور بوتفليقة الأول من نوعه أمام المواطنين، منذ عودته من مستشفى فال دوغراس في شهر جويلية الماضي، ليقول للجزائريين ”أنا موجود، لكن اعذروني فأنا مريض وجئت لأنتخب على كرسي متحرّك”. لكن هذا الظهور غير المتوّقع، بهذا الشكل، سيكون تمهيدا ليفرض الرئيس على المواطنين، إذا فاز في الانتخابات لعدة رابعة، بأن يتقبلوا فكرة ”رئيس مقعد”، وليصدّقوا كلام وكلائه بأنه ”مادام مخّه يشتغل جيّدا، فما الحاجة إذن لرجليه”.    

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: