إمبراطوريات المال والإعلام وراء كسب ورقة الجزائر العميقة

+ -

اعتبر الكثير من أنصار التغيير ببجاية أن نتائج الاقتراع كانت متوقعة، بحكم الحرب النفسية الشرسة التي أعلنها أنصار العهدة الرابعة، واستعمالهم لأسلحة متطورة جدا، منها سلاحي المال والإعلام. فبالنسبة لدعاة التغيير، فإن القنوات الإعلامية الموالية للنظام نجحت في شيطنة منطقة القبائل، من خلال تسليط الضوء على الحركة الانفصالية وإعادة إلى الأذهان صور العشرية السوداء، وإقناع الجزائريين بصفة عامة بأن بلدهم مقبل على ”الأبوكاليبس” في حالة حدوث تغيير، وهو ما تعكسه التصريحات المختلفة لأقطاب العهدة الرابعة.لم يحدث التغيير المنشود، رغم أن الأمل كان قائما طيلة إجراء عملية الاقتراع وظهور نتائج الفرز، حيث تفوق بن فليس على بوتفليقة في أكبر عدد من مراكز مدينة بجاية، لتعكس بذلك تأثير شخصية كريم يونس. لكن القنبلة القاتلة للتغيير زحفت من الجزائر العميقة، التي اختارت بوتفليقة، حيث احتل المرتبة الأولى في 35 بلدية، وبن فليس في 16 بلدية، ولويزة حنون في بلدية واحدة.وتأتي في الصدارة بلدية ذراع القايد التي سجلت فيها نسبة مشاركة قياسية بلغت 34.07 في المائة، منها 80 في المائة من الأصوات المعبّر عنها عادت لبوتفليقة، بينما أضعف نسبة سجلت بمدينة تيشي بحوالي 12.03 في المائة.ممثل عن فليس قال إنه ليس من السهل التفوق على بوتفليقة الذي وقفت إلى جانبه إمبراطوريات المال والإعلام، وقال إن بجاية عاشت أجواء حرب حقيقية وليست أجواء انتخابات رئاسية، وبرر ذلك بإقدام مصالح الأمن على اعتقال أعداد كبيرة من الشباب واحتجازهم بمراكز الشرطة إلى غاية نهاية الفرز. أما جماعات أنصار التغيير السلمي، فهي تؤكد أن الأمل قائم ما دام أن مرشح النظام بلغ مبتغاه بالتزوير، ودعت الجزائريين إلى أخذ العبرة من نتائج رئاسيات 2014 التي ستبقى تاريخية.وللتذكير، فإن نتائج الاقتراع انتهت باحتلال بوتفليقة المرتبة الأولى ببجاية بنسبة 44.14، متبوعا بالمرشح بن فليس بنسبة 43.27، وفي المرتبة الثالثة لويزة حنون بنسبة 05.05 في المائة، وبلعيد بنسبة 4.28 في المائة وفوزي رباعين بنسبة 02.31 في المائة، وفي المرتبة الأخيرة موسى تواتي بنسبة 0.95 بالمائة.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: