80 في المائة من المواطنين رفضوا الانتخابات بتيزي وزو

+ -

 امتنع 80 في المائة من مواطني ولاية تيزي وزو، عن الإدلاء بأصواتهم في رئاسيات أول أمس، وهو ما يؤكد أن سكان هذه المنطقة ”المتمردة” لا تزال وفية لراديكاليتها تجاه النظام. وتبقى هذه النسبة الضئيلة في المشاركة، والتي لم تتجاوز 20 %، كفيلة بدحض الفكرة التي يراد تسويقها من أن ”منطقة القبائل جددت ثقتها في الرئيس المرشح”. 136 ألف من أصل قرابة 000 385 مسجل، هو عدد المواطنين الذين خرجوا أول أمس للاقتراع، وأغلب هؤلاء ليسوا سوى مناضلي وأنصار الرئيس المرشح، وعدد من كبار السن الذين صوّتوا وفاء لفعل آلي دأبوا عليه منذ الاستقلال. ورغم سعادة دعاة المقاطعة بهذه النسبة التي تخدمهم، فإن مواطني تيزي وزو لم يمتنعوا استجابة لنداء هذه الأطراف. فهذه الولاية كانت لها ”حساسية” تجاه النظام منذ الاستقلال، بدءا بأحداث الأفافاس، مرورا بالربيع الأمازيغي 1980، وصولا إلى أحداث ربيع 2001 التي خلّفت حصيلة ثقيلة من الضحايا. هذه الأحداث جعلت مواطني تيزي وزو يعزفون تماما عن المشاركة في الاستحقاقات السياسية، وباتت الولاية تسجل أضعف نسب المشاركة في الانتخابات منذ 20 سنة. وكانت الولاية قد سجلت أعلى نسبة مشاركة في الانتخابات في رئاسيات 1995، بلغت 62 %، حيث كان الموقف آنذاك تحديا للإرهاب الذي كاد يقوض دعائم الأمة. وبالعودة لنتائج رئاسيات، أول أمس، فقد خرج الرئيس المرشح الأول بالولاية، ولكن بأي نتيجة؟؟ فعدد المصوتين كان خمس عدد المسجلين، وتحذف منها الأصوات التي تحصل عليها بقية المرشحين والأصوات الملغاة. ويحاول مؤيدو بوتفليقة أن يسوقوا منذ انتهاء عملية الفرز أن ”الولاية جددت ثقتها في الرئيس بوتفليقة”، إلا أن المتتبعين يقولون إن المنطقة لم تضع في يوم من الأيام ثقتها في الرئيس المرشح حتى تجددها اليوم، ويستدلون على ذلك بنسبة المشاركة في رئاسيات 1999 التي بقي فيها بوتفليقة وحيدا في الساحة، حيث لم تتعد النسبة آنذاك 5 %. وتبقى منطقة القبائل التي كانت دوما مصدر صداع للسلطة، وفية لراديكاليتها. فبعدما كانت ساحة الاحتجاجات منذ عهد السرية، طلّقت اليوم السياسة في انتظار التغيير الذي يبدو أنه مؤجل إلى إشعار آخر.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات