”أياد أجنبية استهدفت استقرار الجزائر”

+ -

 فسّر وزير الداخلية، الطيب بلعيز، ضعف مشاركة الجزائريين في الانتخابات الرئاسية التي جرت أول أمس، بـ”الظرف غير العادي الذي تعيشه البلاد ومحيط فوّار وقلاقل داخلية”. ولكنه تحدث أيضا عن ”أياد أجنبية تستهدف استقرار الجزائر”.وقال بلعيز، أمس، في ندوته الصحفية التي عرض فيها نتائج الانتخابات، إن ”العزوف الانتخابي ظاهرة عالمية، ففي دولة مجاورة لم تتعد المشاركة في الانتخابات بها 38 بالمائة. وفي كثير من الدول لا تصل 50 بالمائة، وأعتقد أن المــــــــــشاركة في الانتخـــــــــابات تشهد تراجعا في كل العــــــالم وليس في الجزائر فقط”.ودعا وزير الداخلية إلى ”الاستعانة بمختصين في هذا الشأن لمعرفة أسباب هذا العزوف”. مشيرا إلى أن البلاد لا تعيش ظرفا عاديا، هي تعيش في محيط وجو فوّار وفي حزام أمني، وفي سياق ربيع عربي وأحداث أمنية في الجنوب (الاضطرابات في مالي)، زيادة على بعض القلاقل داخل البلاد”، في إشارة إلى أحداث غرداية التي تدوم منذ عام تقريبا والتي عجزت الحكومة عن إيجاد حل لها.وأعطى الوزير تفسيرا آخر لنسبة المشاركة الضعيفة في الانتخابات، إذ ربط ذلك بـ”أيادي أجنبية استهدفت استقرار الجزائر”. ويعكس هذا الموقف الخطاب الرسمي الذي يعود في المناسبات الهامة، ويتعلق بـ”المؤامرة الأجنبية”. وتابع بلعيز: ”في ظل الأسباب التي ذكرتها لكم يمكني القول أن 51.70 بالمائة هي نسبة معتبرة”. وسئل الوزير عن ”قمع” الاحتجاجات التي عارض أصحابها ترشح بوتفليقة لعهدة رابعة، فقال: ”الجزائر تعيش ديمقراطية في أوج كمالها، ومن حق الأحزاب والمعارضة التعبير عن رأيها”.وعن سؤال حول ”الجميل الذي سيرّده بوتفليقة للجزائريين”، مقابل حجم الأصوات المؤيدة له، قال بلعيز: ”رئيس الجمهورية ردّ جميل الجزائريين قبل الاستقلال بجهاده خلال ثورة التحرير. وبعد الاستقلال عندما كان وزيرا للخارجية رفع الجزائر إلى السماء السابعة، بل إلى السماء الثامنة. أما خلال 15 سنة كرئيس، فلم نسمع أبدا أنه قال بأنه توصل إلى بناء المدينة الفاضلة”. وتحاشى بلعيز ذكر علي بن فليس بالاسم، بعدما احتج على ”التزوير”، إذ قال: ”لا أعني مرشحا بذاته، ولكني أقول إن الفائز في أي منافسة يقول إنه لا يوجد تزوير، وأن المباراة كانت نظيفة. أما الخاسر فيقول إن الانتخابات كانت مزورة.. هذا من طبيعة البشر”. مشيرا إلى أنه تعهد من قبل بأن تكون الإدارة محايدة إزاء كل المترشحين، وذكّر بتعليمة الرئيس التي تلزم أعضاء الحكومة بالحياد.وتعبيرا عن قناعة شخصية بأن التزوير مستحيل، قال وزير الداخلية: ”من هذا الذكّي الذي يستطيع أن يزوّر مع كل هذه الشبكة من القوانين؟”. وسئل عن ”الأطراف التي تهدد بالنزول إلى الشارع في حالة ثبوت تزوير”، قال: ”الدولة مسؤولة عن حماية الأشخاص وممتلكاتهم، ولن يستطيع أي أحد أن يتحدى قوانين الدولة بالتعدي على أملاك الناس وأرواحهم”. وأفاد بأن ”توترات وأمور ساخنة وقعت خلال الحملة، ولكن ما قيل على الألسنة ربما لا يعكس ما في القلوب”.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات