استبعد أحمد بيتور، عضو تنسيقية الأحزاب والشخصيات المقاطعة للانتخابات الرئاسية، التي جرت الخميس الماضي، انضمام المترشح سابقا علي بن فليس إلى التنسيقية، الذي دعاه إلى ”استخلاص الدرس من التجربة”. ولكنه قال إن الندوة الوطنية للتغيير، التي تسعى إليها التنسيقية، مفتوحة لبن فليس ولكل الذين يريدون تغيير النظام.وذكر بن بيتور لـ”الخبر”، أن بن فليس ”لم ينضم إلينا في الدعوة إلى المقاطعة، وأعتقد أنه ينبغي عليه أن يأخذ العبرة هو وبقية المترشحين الذين شاركوا، فيما وصفناه بالمهزلة الانتخابية”. وكان بن فليس صرّح أول أمس، بأنه يوجد حاليا ”في خندق واحد مع التنسيقية”، وفهم من كلامه بأنه يريد أن يشكّل مع مقاطعي الانتخابات سابقا، جبهة واحدة ضد النظام. لكن بن بيتور قال إن ”التنسيقية تبقى كما هي”، بمعنى أنه غير وارد أن ينضمّ إليها رئيس حكومة بوتفليقة سابقا. أما التنسيق بين الطرفين، يمكن أن يكون متاحا ضمن ندوة التغيير، حسب بن بيتور، الذي قال إنه ستنظم في غضون شهرين. مشيرا إلى أن التنسيقية ”ليست مستعجلة في عقد الندوة، لأن المهم هو إقناع القوى السياسية المؤمنة بالتغيير للمشاركة فيها”.ورجّح بن بيتور بأن نسبة التصويت في استحقاق 17 أفريل 2014، ”لم تتعد 20 بالمائة”. ويقول إن أشخاصا بمكاتب التصويت كان في اتصال معهم هو شخصيا، زيادة على اتصالات أجراها أعضاء التنسيقية مع مكاتب تصويت أخرى، ”أجمعوا كلهم على أن معدل المشاركة لم يتجاوز 20 بالمائة”. وأوضح بن بيتور أن الإحصائيات التي بحوزته حول مجريات العملية الانتخابية، خاصة ما تعلق بالإقبال على الصناديق، ”ليست دقيقة لأننا لم نكن متواجدين في كل المكاتب، ولكن لدينا عيّنة تمثيلية”.وحول تصريح وزير الداخلية الطيب بلعيز، بأن نسبة 51.63 بالمائة ”اتجاه عالمي للانتخابات”، قال بن بيتور: ”النظام يعلم جيدا أن الحقيقة هي أن 80 بالمائة من المسجلين في القائمة الانتخابية، لم يتوجهوا إلى صناديق الاقتراع، ولكن رجاله مجبرون على تقديم أرقام لتسويقها محليا وخارجيا”.وعبّر بن بيتور عن ”أسفه لكون الذين شاركوا في الانتخابات لم يعيروا اهتماما لنا، لما حذرناهم من التوجه إلى عملية محسومة من البداية، وهاهم يرون اليوم بأنهم عرّضوا أنفسهم للبهدلة بسبب النسب التي أعطيت لهم. فبمشاركتهم في الانتخابات أعطوا شبه مصداقية لعمل لا يستحق ذرة مصداقية”. وأضاف: ”أعتقد أن المترشحين الذين دخلوا في هذه الانتخابات، تأكدوا بأنهم ارتكبوا غلطة”. لكن ”الغلطة” التي يشير إليها بن بيتور، لم تكن ظاهرة في تصريحات المترشحين بعد ظهور النتائج، بل على العكس من ذلك، فقد عبر عبد العزيز بلعيد عن ارتياحه للنسبة التي حصل عليها، وقالت لويزة حنون إن النتيجة منطقية. وكان الاحتجاج على التزوير من جانب بن فليس وموسى تواتي، ولكن دون التعبير عن الندم للمشاركة في الموعد.ويرى بن بيتور أن الجزائر مقبلة على ثلاثة احتمالات بعد الانتخابات. إن النظام ”سيستمر في إجراء إصلاحات تجميلية محاولا بيع فكرة الإصلاحات لأنها مطلوبة في الخارج، وهي نفس الطريقة التي سار عليها بعد أحداث مطلع 2011. وكما أنشأ لجنة وطنية لجمع الاقتراحات حول الإصلاحات في ذلك العام، قد ينشئ لجنة لتهيئة شروط مرحلة انتقالية، دون التخلي عن إرادة الإبقاء على الوضع كمال هو”. ويقول بن بيتور إن هذا الاحتمال يخدم النظام في حال بقي سعر النفط مرتفعا.أما الاحتمال الثاني فهو انخفاض سعر النفط، ما يوفر، حسبه، عوامل انفجار اجتماعي يصعب على النظام التحكم فيه. والاحتمال الثالث هو أن ”توعية المواطنين واقتناع أشخاص من النظام بضرورة التوجه إلى مرحلة انتقالية تمهيدا للتغيير، وهذا ما نسعى إليه”.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات