+ -

 نشرت صحيفتكم ”الخبر”، وهي من منابر الرأي واسعة الانتشار كلمة للسيد لعدايسية بتاريخ 11/04/2014، ينتقد فيها موقع د. محمد العربي ولد خليفة في الحملة الانتخابية، ويقارن بين آرائه المنشورة في العديد من مؤلفاته وبين ما سماه ”التيه”، وأوصاف أخرى تذكر ببيانات محاكم التفتيش والتحريض على نشر الفتنة والتحامل على رجل نزيه، بارتجال ودون موضوعية، لا لشيء إلا لأنه اتخذ موقفا يسهم من خلاله في صناعة الديمقراطية في جزائرنا الغالية، وهو في موقفه هذا لم يتحامل على أحد من المرشحين، وإنما دافع ويدافع عن برنامج آمن بمحتواه وأهدافه.ونحن من زملاء د. محمد العربي عايشنا مساره الطويل في خدمة الوطن والدولة الجزائرية؛ وإذ نبعث إليكم، السيد رئيس التحرير، بهذا التوضيح، إنما لنبين لكم بأن السيد ولد خليفة ليس في حاجة إلى دفاع، لأنه من خيرة رجال الوطن في نظافة اليد واللسان، ومن أكثر المسؤولين تواضعا. وعندما طلبته المسؤولية في عدد من المواقع لم يدّع أبدا أنه الأفضل، وهو القائل في أكثر من مناسبة إنه ليس المفكر الوحيد في الجزائر، إذ ”فوق كل ذي علم عليم”، وهو وفيّ لما كتب خطابا ومسلكا.وهنا لابد من التذكير بأن كاتب المقال المحترم، وهو يختم بلاغه بالوعيد والإنذارات وسيل من التهم غير المؤسسة، نسي أن د. ولد خليفة يرأس مجلسا موقرا فيه أغلبية ومعارضة، يحترمونه ويحترمهم، مهما كانت انتماءاتهم الحزبية ومواقفهم من السياسات والإيديولوجية.وإن انخراطه في القيادة الحالية لمناصرة المرشح الحر عبد العزيز بوتفليقة قام على قناعات فكرية أكدها النقاش الموضوعي والحر مع المثقفين والكتاب والفنانين والعديد من أهل الرأي والسياسة من مختلف أنحاء الوطن، هذا بالإضافة إلى ما تضمّن برنامج المرشح المجاهد عبد العزيز بوتفليقة من محاور، أهمها توسيع قاعدة الممارسة الديمقراطية وإشراك الأطياف السياسية في كل شؤون الجزائر وقضاياها المصيرية دون إقصاء، والسهر على تعزيز حرية التعبير وضمان الحقوق الأساسية للمواطن ومحاربة كل أشكال الفساد والعصبيات الجهوية، والعمل على ترسيخ قيم المواطنة تحت لواء الجمهورية الجزائرية، التي دخلت التاريخ من أوسع الأبواب بفضل ثورة الأول من نوفمبر وتضحيات الشهداء والمجاهدين الأوفياء.إن د. ولد خليفة، يا سيدي الفاضل، هو المؤمن إيمانا قاطعا بأن الوحدة الوطنية هي حصن الجزائر المنيع، وهو ما تؤكده التجربة التاريخية منذ بداية العدوان على الجزائر في سنة 1830 إلى المقاومات المتتابعة، إلى الحركة الوطنية، إلى النصر المؤزر الذي حققه جيش التحرير الوطني وجبهة التحرير الوطني في جويلية 1962.إن ترسيخ الأمن والاستقرار وتحقيق العدل بين المواطنين مسألة إجماع بين الأغلبية الساحقة من المواطنين، فالأمن أهنأ عيش والعدل أقوى جيش.إن هذا الرجل المجاهد الذي تتهمه بالباطل يرى في كل ما كتب، وما قال، أن قوة الجزائر في شعبها، الذي يجمع بين الوطنية ويسعى إلى التفوق بالذكاء والخبرة للتقليل من التبعية في عالم يفرض حق القوة وليس قوة الحق. وإن رفع التحديات الراهنة والمستقبلية يكمن في وعي شبابها ودوام عزها وأمنها وتنميتها واستقرار مؤسساتها وإقامة العدل بين مواطنيها.هذا، وليعلم كاتب المقال أن ليس في شؤون الوطن حيادا، والمثقفون بالذات هم طلائع الأمة وهم صناع مجدها، ولهم دور ومسؤولية، ومن المطلوب أن لا يكونوا متفرجين أو لا مبالين.وللتذكير، فإن للجزائريين هوية مشتركة قامت، منذ مئات السنين، على الإسلام البعيد عن الإقصاء والتمذهب والتسييس، واللغة العربية اللسان الجامع لكل المواطنين الجزائريين، والأمازيغية بلسانها وتراثها وعمقها التاريخي.نقول للكاتب الذي نصّب نفسه مرشدا يفتي حسب الطلب، في صحيفة يعمل فيها شباب أسهموا في تطوير الإعلام المكتوب بالعربية: لقد نظرت وأنت تصف نفسك بالباحث بعين السخط، وأخطأت فيمن استهدفته. ونعرف أن د. ولد خليفة يستشهد دائما بالآية الكريمة ”وعباد الرحمان الذين يمشون على الأرض هونا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما”. فسلاما، الأخ المحترم، وحسبنا اللّه ونعم الوكيل.عن مجموعة من النواب والمفكرين الدكتور نور الدين السدّ

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات