نقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الاسرائيلية عن موظفين في الادارة الاميركية "تحذيرهم من انتفاضة ثالثة من أجل إنشاء ظروف تسمح بتقدم المفاوضات"، معتبرين أن "المفاوضات كانت يجب أن تبدأ بقرار حول تجميد البناء في المستوطنات". وإتهم الموظفون الاميركيون بحسب الصحيفة "رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو بالتسبب بفشل المفاوضات مع الفلسطينيين بسبب الاستيطان"، معتبرين ان "الرئيس الفلسطيني محمود عباس وخلافا للادعاءات الإسرائيلية، قدم تنازلات للجانب الإسرائيلي، فقد وافق على دولة منزوعة السلاح، ووافق على أن تكون المستوطنات التي يقطنها 80 بالمئة من المستوطنين تحت سيادة إسرائيل، ووافق على أن تستمر إسرائيل بالسيطرة على مناطق أمنية مثل غور الأردن لمدة 5 سنوات وبعد ذلك تحل مكانها الولايات المتحدة، واستسلم للمفهوم الإسرائيلي بأن الفلسطينيين لم يكونوا جديرين بالثقة أبدا". وأضافت أنه "بعد أن انتهت الانتفاضة الثانية وتم بناء الجدار الفاصل، تحول الفلسطينيون بنظر الإسرائيليين إلى رياح ولم يعودوا يرونهم بعد ذلك"، وحذروا من أنه "يتعين عليكم أن تكونوا حكماء، رغم أنكم تعتبرون شعبا عنيدا". وأوضح الموظفون الأميركيون أن على إسرائيل أن "تقرأ الخريطة، ففي القرن الـ21 لن يستمر العالم في تحمل الاحتلال الإسرائيلي، والاحتلال يهدد مكانة إسرائيل في العالم ويهدد إسرائيل كدولة يهودية". واضاف الموظفون: "لم نفهم أن نتانياهو يستخدم الإعلان عن خطط بناء في المستوطنات من أجل ضمان بقاء حكومته، ولم نفهم أن استمرار البناء يسمح للوزراء في حكومته بأن يعرقلوا نجاح المفاوضات بصورة فعالة". وشدد الموظفون الأميركيون على أنه "توجد أسباب أخرى لفشل المجهود، لكن يحظر على الجمهور الإسرائيلي أن يتهرب من الحقيقة المرة، وهي أن التخريب الأساسي سببه المستوطنات، والفلسطينيون لا يؤمنون بأن إسرائيل تنوي فعلا جعلهم يقيمون دولة بينما تبني إسرائيل مستوطنات في الأراضي التي ينبغي أن تقوم فيها هذه الدولة". وأشاروا إلى أن "الحديث يدور عن بناء 14 ألف وحدة سكنية خلال فترة المفاوضات التي دامت 9 شهور وليس أقل من ذلك، والآن فقط، بعد تفجر المفاوضات، علمنا أنه تمت مصادرة أراضي بحجم كبير، وهذا لا ينسجم مع اتفاق محتمل". وتابع الموظفون الأميركيون أنه "عندما ركزنا جهودا من أجل تليين الجانب الإسرائيلي، قيدت الإعلانات عن خطط بناء جديدة في المستوطنات قدرة أبو مازن على إظهار ليونة، وفقد ثقته، ووصلت الأمور أوجها عندما قال نتنياهو إن أبو مازن وافق على صفقة الأسرى مقابل البناء في المستوطنات، وهذا جافى الحقيقة... واتفاق أوسلو كان من صنع أيدي أبو مازن، وقد شاهد كيف أن أوسلو فتح الباب أمام استيطان 400 ألف إسرائيلي خلف الخط الأخضر، وهو لم يكن مستعدا لتحمل ذلك أكثر". وأشار الموظفون إلى أن "إسرائيل طلبت أن تكون لديها سيطرة أمنية مطلقة على الدولة الفلسطينية وهذا الأمر قال للفلسطينيين إنه لن يتغير شييء من الناحية الأمنية، وإسرائيل لم تكن مستعدة للموافقة على جدول زمني وأن تستمر سيطرتها إلى الأبد".
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات