فيلم ”سيلما” يجمع السود الأمريكيين

جمع فيلم ”سيلما” عن حياة ونضال القائد الرمز ”مارتن لوثر كينغ”، السود الأمريكيين، حيث قامت الإعلامية الشهيرة ”أوبرا وينفرى”، مؤخرا، بالاشتراك مع فريق عمل فيلمها الأخير ”سيلما”، في مسيرة ضخمة من أجل إحياء ذكرى المناضل الأمريكي مارتن لوثر كينغ، كما أقام الرئيس الأمريكي باراك أوباما عرضاً خاصاً لفيلم ”سيلما” في البيت الأبيض نهاية الأسبوع الماضى.تدور قصة فيلم ”سيلما” المرشح لنيل إحدى جوائز الأوسكار فيفري القادم، حول الدفاع عن الأمريكيين ذوي البشرة السوداء، وكفاح مارتن لوثر كينغ. وأشاد ”أوباما” بقصة الفيلم ومجهود فريق العمل. بدأت العروض الأولى للفيلم الدرامي التاريخي الطويل من 122 دقيقة ”سيلما” في القاعات بالعالم، وهو من إنتاج أوبرا وينفري التي تلعب فيه دور ”آلي لي كوبر”، إحدى أبرز شخصيات الحراك السلمي للمرأة السوداء، وإخراج ”آفا دوفيرناي” عن سيناريو ”بول ويب”. أما أدوار البطولة فأسندت إلى كل من ”ديفيد اويلو” في دور ”مارتن لوثر كينغ”، و”توم ولكنسون” في دور الرئيس الأمريكي الأسبق ”ليندون باينس جونسون”. يسلط ”سيلما” الضوء على حقبة قاتمة من تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية، كانت قد شهدت العام 1965 سلسلة احتجاجات شعبية مطالبة بحق التصويت للسود، سرعان ما تطورت إلى معركة لنيل الحقوق المدنية. كما يركز على رمزية ”سيلما” ليس كاسم لمدينة في الجنوب الأمريكي، وإنما كمهد لثورة سلمية أرّخت لحركة نضالية تحررية وجوبهت بشتى أنواع القمع، خاصة يوم ”الأحد الدامي” في7 مارس العام 1965، حين انطلقت من ”سيلما” مسيرة ضخمة، قطعت مسافة 85 كيلومتراً سيراً على الأقدام، وحطت في مدينة ”مونتغمري”..  يقدم الفيلم صورة مشرقة عن ”مارتن لوثر كينغ” كقائد تاريخي وكـ”دبلوماسي ومفاوض بارع” استطاع، لأول مرة وفي لحظة تاريخية معقدة، أن يقنع رئيس الولايات المتحدة الأمريكية الأسبق ”ليندون جونسون”، بإصدار قانون يعطي حق التصويت للسود الأمريكيين. وينتهي الفيلم باستعراض حاشد لآلاف المتظاهرين الذين وصلوا لتوهم إلى باحة ”مونتغمري” الرئيسية، فخاطبهم ”لوثر كينغ” الذي يظهره الفيلم بشخصية كارزمية جذابة ”بكلمة حماسية” شدد فيها على أن ”الحراك السلمي أقوى من العنف وأننا سننعم بشمس الحرية قريباً”، وتحول بعد اغتياله العام 1968 إلى رمز وطني مقاوم لدى كل إنسان لا فرق أسود أو أبيض تنتهك حقوقه المدنية.