بعض النّاس يُفرّقون بين القرآن والسُنّة من حيث قطعية الثبوت والدلالة ومن حيث العمل، فيعتقدون أنّ ما ثبت في الكتاب يجب الإيمان به والعمل به، أمّا ما ثبت في السُنّة فليس على سبيل الوجوب؟

+ -

  هذا المذهب والاعتقاد باطل وخطير جدًّا، ذلك لأنّ القرآن والسُنّة معًا يعتبران أصلي التّشريع الإسلامي والسُنّة النّبويّة المطهّرة جاءت مفسّرة أو مبنية أو مقيّدة أو محدّدة لما جاء في القرآن أو منشئة لحكم جديد.ورد في القرآن وجوب الصّلاة، لكن لم يرد فيه كيفيتها ولا عدد الصّلوات ولا أنواعها ولا أحكامها وإنّما ورد كلّ ذلك في سُنّة المصطفى صلّى الله عليه وسلّم، حيث قال: ”صَلُّوا كما رأيتموني أُصلّي” أخرجه البخاري ومسلم. وقال في بيان مناسك الحج: ”خُذُوا عنّي مناسككم” أخرجه مسلم.فمَن أبطل السُنّة والعمل بها وبما جاء به رسول الله محمّد صلّى الله عليه وسلّم فقد هدّم دينه.قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ باللهِ وَالْيَوْمِ الأَخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً} النساء:59.وقال الله تعالى: {فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} النساء:65. وقال أيضًا: {مَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللهَ وَمَنْ تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا} النساء:80. وقال صلّى الله عليه وسلّم: ”ألا إنّي أوتيت الكتاب ومثله معه ألا يوشك رجل شبعان على أريكته يقول: عليكم بهذا القرآن فما وجدتم فيه من حلال فأحلّوه وما وجدتم فيه من حرام فحرّموه” أخرجه أبو داود وابن ماجه وهو صحيح.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات